رحلة عمر
أين المفرْ
خمسون عاماً قد مضتْ
ومضى الشباب وقد نفرْ
أين المفرْ
والشيب في الرأس انتشرْ
لم يبق خل واحدٌ
والحب في القلب اندثرْ
تمضي السنين وبعدها تأتي الأخرْ
وأنامل الأعوام ترسمُ لوحةً
في الروح ملحمة القدرْ
كل الأحبة غادروا
أين التي كتبت رسائلها على ضوء القمر ْ
أين التي سفحت دموع الوجد في ليل السهرْ
بل أين أحلامي التي كانت
ضياءً للبصرْ
ما عاد ليلي دافئاً
ما عدتُ أطربُ من تلاحين الوترْ
فغدوتُ في صحراء نفسي تائهاً
لا من نجومٍ أو قمرْ
وعلى المشارف ستةٌ
لو جئنني ...
لمضينَ بي نحو الضجرْ
نحو السكون بلا مدى
أو ربما للمنحدرْ
أرثيكَ يا قلبي فقد
أصبحتَ قلباً من حجرْ
أين المفرْ
لاحت بوادر وحدتي
والبردُ في العظم استقرْ
وسنابك الأعوام تؤذن بالرحيل
والصبح في عينيًَ حلمٌ قد عبرْ