بسم الله الرحمن الرحيم
من فضائل القرآن الكريم
د.ضياء ال\ين الجماس
بحراً تَرى أم بحور الكون قد سُجرت=فيها الكنوز مِنَ اللآلئ انتـثرت
في كلّ لؤلؤة شمس بها سطعت = والضوء مؤتلق منها إذا انكشفت
مرجانها مبهجٌ من جوده انبهروا = فيها الأساور بالألماس قد رُصِعَت
ترى الزُّمُرّد والياقوتَ وامضة = والقلبَ تسحره والعينَ إن نظرت
لا شيء من مثلها نوراً يشابـهها= حتى عيون السما من نورها انبهرت
لوحٌ به كتبت بالتبر حكمته = لا تمَّحي أبداً في كونها سُطرت
جادت حناجرنا ترتيل أحرفها = حتى العنادل أنغاماً بها صدحت
في كل حرف ترى باباً ونافذةً = مفتوحة لترى ما لا عيونَ رأت
فاركب بُراق الهدى تعلو بأجنحة = إن كنت في صُعُدٍ تلقَ النجومَ هوت
قرآننا قيَـمٌ تعلو منارته = تضيء في ألق كالبرق إن ومضت
صنفان آياته في الحكم محكمة = أخرى مشابهة في عقده انتظمت
من زاغ عن نورها أغوته شبهتها = والله فصَّلها في بحره رسخت
تروي لنا قصصاً صدقاً وقد سلفت = أو ما سيأتي غداً فيما نرى صدقت
تجلو القلوب التي إن عينها فتحت = ترى الحقائق والأستار قد كشفت
جَوِّد تلاوتـها تجذبْ ملائكة = تصغي مُسَبِّحةً في بحرها سبحت
نور الوجوه بدا والثغر يقرؤها = كأن شمس الهدى من نورها اكتملت
تُـذَكِّر الـموت كي تـجلو به صدأً = إنْ زال منقشعاً فالنفسُ قد نصعت
في هديها قبَسٌ يـهدي الورى سبلاً= مستوقدين بـها الأنوارَ فانبثقت
كن خاشعاً وجلاً والأذن صاغية = والزم تدبّرها تلقَ الجنانَ بدت
حين التّدبّر تلقى الروحُ وجهَتَها= فترتقي صُعُداً للمنتهى عرحت
بـحرٌ طهورٌ إذا من مائه اغتسلوا = يطهِّر النفس من أدرانِ ما ا كتسبت
من غيثه وابل يروي القفار رِوًى = يحيي لمَيْتتها زرعاً بما خصبت
يعلو يغيظ العدى والشطء آزره = حتى استوى ساقُها في قوة غلظت
والنخل باسقة تحلو نضائدها = بفضل صاحبها عن ضيرها حفظت
الحمد لله حمداً وافياً أبداً = خير الصلاة على الهادي له وجبت