الوجه الاخر للذباب والبعوض:
للأسف العالم المعاصر الان ينظر فقط الى نتيجة الشىء ويجسمها ويوظف كل الموارد على كيفية التعامل مع تلك النتيجة فصار هناك الاستنزاف المستمر لكل طاقات الدولة
ودولة الاسلام التى انتظرها وابين صفاتها تتعامل مع الامر بطريقة اخرى
فعل سبيل المثال الكل يرى الان فى الذباب والبعوض على انها حشرة ضارة حاملة لكل انواع الامراض المختلفة سواء بتلويث الطعام والشراب او بتلويث الدماء
لكن الوجه الاخر والذى اسعى لتأسيسه وبيانه ان تلك الحشرات نافعة جدا للبشرية
وبيان امرى ذلك كالأتى
من العلم بصفات الله سبحانه وتعالى لابد ان نثبت امرا
ان الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى بالتالى كل الخلق له الحكمة العليا فى وجوده وان اصل وجوده هو الخير اذ الشر لا ينسب لله سبحانه وتعالى ولكن البشرية هى التى تفتح ابواب الشر على نفسها دائما
ليأتى السؤال:
هل الذباب والبعوض يوجد فى كل الاماكن على الاطلاق
الاجابة لا ولكن وجوده يرتبط بوجود بيئة ملائمة له
بالتالى صار الذباب والبعوض ترمومترا يبين التلوث الضار بالبشرية
بالتالى القضاء على الذباب والبعوض فقط هو مجرد كسر لترمومتر قياس التلوث بالمجتمع
بالتالى السموم التى يتم انتاجها وضخها بالهواء والتربة هو وسيلة كسر تلك الترمومترات بالاضافة الى اضافة تلوثا اخر يفسد حياة البشرية
والاسلام هو تشريع رب العالمين سبحانه وتعالى بالتالى صفاته فى العلو والخلو من السوء يليق بأن يكون ذلك تشريع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
بالتالى فان المجتمع المسلم صفاته صفات كمال فى كل شىء
والاصل فى الارض بالنسبة للمسلم انها مسجدا وطهورا
بالتالى شبهة ان يكون هناك تلوثا بها يجعل النجاسة صفة لها منفى
والانسان المسلم طهورا من الداخل بتسبيحه لله سبحانه وتعالى وظاهرا بتسبيح جوارحه لله سبحانه وتعالى
فالمؤمن لا ينجس وذلك لأن النجاسة تبدأ عند ظهور الخلل بالايمان فى الاقوال والافعال اذ الطهور ملازم للايمان
والتسبيح هو صفة كل خلق الله سبحانه وتعالى بما فى ذلك الذباب والبعوض فهل هناك مسبح لله سبحانه اصل طبيعته ان يفسد فى الارض
الاجابة قطعا لا
قال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحديد1
قال تعالى {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }الجمعة1
وفعل المضارع يسبح يدل على الاستمرار وعدم الانقطاع مطلقا فجاءت اسماء الله سبحانه وتعالى الملك القدوس العزيز الحكيم لتبين تعدى ما تضمنه تلك الاسماء من الصفات على من كان التسبيح حاله الظاهرى والباطنى
فصارت تلك الممالك المسبحة لله سبحانه لها مملكتها المستقره وافعالها التسبيحية المنزهة فكانت هناك عزة وحكمة فى امرها كله فلا ظلم بينها ولا سوءا يصدر منها اذ لا يصدر منها الا ما كان طيبا
والتسبيح فعل والفعل لا يقوم به الا من كان حيا
ولا حياة لغير مؤمن
قال تعالى فى وصف من صار الكفر صفته {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }النمل80
فالكافر هنا كالميت تماما
وكما قال صلى الله عليه وسلم مثل الذى يذكر الله والذى لا يذكر الله كمثل الحى والميت
وفعل المضارع يذكر يفيد الاستمرار الذى لا انقطاع فيه مطلقا والانقطاع عن ذلك الفعل يبعده عن صفة الحياة ويدخله فى صفة الموت والتأرجح من حال الى حال كالتأرج بين الحياة والموت
والتسبيح لله سبحانه وتعالى ليس استنتاجا لأى كائن كان
ولكن التسبيح لله لا يكون الا كما بينه الله سبحانه وتعالى لكل كائن وفق تشريعه الذى يحققه
بالتالى التسبيح لله سبحانه وتعالى لا يكون الا عن علم بالله سبحانه وتعالى ابتداءا ثم العلم بتشريعه المراد تحقيقه من ذلك الكائن
ولما كان التسبيح صفة الكائن الفعلية بالتالى صال علم الكائن فى اعلى درجات الكمال الذى يجعل دوره فى اعلى درجات خدمة المسبحين لله سبحانه وتعالى
وحتى تلتقى البشرية مع كل خلق الله سبحانه وتعالى حتى مع الذباب والبعوض لابد لها ان تحقق هى ايضا التسبيح وصفا لها
والتسبيح يبدلأ بالعلم بالله سبحانه وتعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
والعلم بالله سبحانه وتعالى يشمل النفى والاثبات وحتى يكون النفى والاثبات مستقرا ومعتقدا فى القلب تموت عليه النفس البشرية وهى مطمئنة بين سبحانه وتعالى ربوبيتة وعلو صفاته سبحانه وتعالى وأنه سبحانه ليس كمثله شىء من خلال اياته الكونية والتشريعية
بالتالى تم نفى الالوهية عن كل ما هو ناقص فى صفاته واثبات الالوهية لله فقط سبحانه وتعالى
ثم يأتى تشريعه سبحانه وتعالى الذي يبين حياة الجنس البشرى مع الله سبحانه وتعالى ومع كل الخلق اجمعين بالكيفية التى بلغها رسوله صلى الله عليه وسلم ونقلها لنا صحابته غضة طرية لا ينقص منها شىء ولا يزيد فرضى الله عنهم اجمعين
فلا ينصرف فعل او قول الا لله سبحانه وتعالى (خالصا صوابا )
قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
أى افعالى كلها القولية والفعلية ما كانت لبناء حياتى بتلك الدنيا أو ما كانت لبناء الاخرة فهى لله سبحانه
قال تعالى {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161
قال تعالى {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }الزمر11
واقوال وافعال المسبحين هناك معيار لها فى التشريع فلا قول ولا فعل الا هناك التشريع الذى يصوبه ويجعله فى اعلى درجات الكمال
لذلك فهناك حياة المسلم من لحظة ميلاده الى لحظة موته وخلال حياته فما يقوله او يفعله عند نومه او يقظته او دخوله الحمام او الخروج منه او عيادة المريض او ارتداء الملبس او خلع الملبس او دخول الليل او النهار او ركوب الدابة او القيام بعمل ما اى كان ولن استطيع الاحصاء فى تلك الصفحات اذ هناك كل لحظة للمسلم يصدر منه فعل او قول له من الاسلام ما يبين له امره هذا على مستوى الفرد
وعلى مستوى الجماعة هناك المعاملات التجارية والمالية والزراعية وعلاقة الجار بالجار والاسرة فى الاسلام ثم يكون القضاء الذى لا ظلم فيه اذ المعيار هو شرع الاسلام الذى لا خلل فيه مطلقا
وعلى مستوى التقدم والابتكارات
قال تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191
والتفكر فى خلق السماوات والارض بجانب تعظيم الله سبحانه فى القلب يشمل التفكر فى ان تلك الايات الكونية تعمل بالاسلام ايضا فكيف نربط بين اسلامنا واسلام تلك الايات الكونية والاخذ من ذلك التفكر ما نصلح به دولة الاسلام من العلم فى فى كل المجالات التى تجعلها على علم بالصعود والهبوط الى الارض واعمار الارض

فلما كان المزمار والرقص لا معنى له فى القول او الفعل صار سفها من الشيطان ودولة التسبيح منزهة عنه
بالتالى فدولة الاسلام دولة تدخل فى تسبيح الله سبحانه وتعالى مع كل الخلق
بالتالى صار ما ظاهره الفساد فى سبات لا يتحرك حتى اذا صار هناك خلل ما تحرك ما ظاهره الفساد كترمومتر يقيس درجة الفساد فيزعجنا بطنينه ولدغه ومرضه ليحملنا جبرا على العودة ثانية الى ما كنا عليه من التسبيح لله سبحانه وتعالى بجعل الطهور وصفا لنا كما كان
وهكذا حتى لا يكون هناك مكان بأرض الاسلام الا صار طيبا وطهورا فيعود الذباب والبعوض الى سباته ثانية ينتظر عرضا للفساد مرة اخرة قبل ان يعلو فى الارض ويفسد دولة الاسلام وهم فى غفلة عن امرهم
وبالمداومة والمراقبة لحدود الله سبحانه وتعالى وتفعيل الاسلام على الجوارح الظاهرة والباطنة تصبح دولة الاسلام دولة التسبيح
فلا تعلو فى الارض الا راية لا اله الا الله محمد رسول الله
هل تقبلون بتلك الدولة ام لا
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد