نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
النسل فى دولة الاسلام :
سؤال هل تعتبر الاولاد رحمة ام هما ؟
هناك من سيقول انها رحمة استحياءا لكنه فى داخل نفسه ولثقل همهم يعتبرهم هما
وهناك من سيقول صراحة انهم هما وثقلا عليه

فيأتى السؤال متى يكونون هما ومتى يكونون رحمة والاصل فى دولة الاسلام زيادة عددهم ام قلة عددهم فى الاسرة

الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى وسبحانه الشر ليس اليه
وسبحانه لا يقدر امرا هو سنته ويكون الاصل به الشر
بمعنى ان الطبيعى ان يكون هناك نسل للبشرية فلا يمكن ان يكون هذا النسل الاصل به الشر حتى ولو كثر عددهم
لماذا لأن الشر ليس الا الله سبحانه وتعالى
بالتالى فالشر الينا فقط فى نتيجة عدم وضع اولادنا على السبيل الذى يجعل تلك الاولاد نعمة للجميع مهما كثر عددهم
والاصل فى النعمة انها ليست هما ولكن الاصل بها ان تكون سعادة ورحمة على الاسرة والدولة جميعا
فكيف حولنا ما كان يجب ان يكون رحمة لنا الى نقمة وهما نتمنى زواله بعد ان انعم الله علينا بها لكثرة الفتن التى بين ايدينا وخوفا على هؤلاء الاولاد مستقبلا
وما النجاة لنجعلها نعمة مرة ثانية نحظى بخيرها كنعمة حقا

الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى وسبحانه منزه عن اى نقص كان فلا ينسب له سبحانه الا ما كان طيبا يليق به سبحانه وتعالى

بالتالى لأن هؤلاء الاولاد جاءوا من خلال زواج طيب فالاصل وفق شرع رب العالمين سبحانه وتعالى ان يكون نتج ما هو طيب لسنة الله فى البشرية ان يكون طيبا لأن الاصل فى الزواج ابتداءا هو حفظ نسل البشرية

وسبحانه وتعالى الحى الذى لا يموت بالتالى فإن صفاته باقية سبحانه وتعالى وعلوه سبحانه وتعالى صفة له
بالتالى ان يكون هناك احتمال نقص يطرأ على مراده سبحانه وتعالى مستحيلا ومنفيا
بالتالى كلما كثرت الذرية فى البشرية كلما كان الاصل بها الخير
وذلك لأن الذرية فى البشرية مثلها كمثل اى نعمة اخرى
فهل تريد كثرة الزرع لديك ام ان يكون قليلا
الطبيعى كثرة الزرع
فهل تريد كثرة الانعام لديك ام قلتها
الطبيعى كثرة الانعام
لماذا عند نعمة الذرية العالم كله يدعوا الى ان يقل فى الاسرة
لنعقد مقارنة بين النعم التى تمنينا كثرتها ونعمة الذرية التى ندعوا ان تكون قليلة العدد
لماذا تتمنى كثرة النعم من الحرث والزرع والانعام والذهب والفضة وسعينا الى نقص نعمة الذرية مع ان هذا امرا منكوسا عن الطبيعى
قال تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14

ذلك لأن الكل اعتبر ان كل النعم عدا الذرية تعطى خيرا للبشرية بينما الذرية مستهلكة لذلك الخير
مما يعنى من الناحية العقيدية ان الله سبحانه وتعالى سيعجز عن توفير حق تلك الذرية من النعم وان الدولة سيصيبها الضعف والخوار
وهذا منفى فى حق الله سبحانه وتعالى

قال تعالى }فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12}{ نوح
والله سبحانه وتعالى جعل الاموال قبل الذرية لتأكيد ان مهما كثرت الذرية فمالها موجود مسبقا
وقال تعالى {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }هود52

فما هو الرابط عند الله سبحانه وتعالى لتكون النعم كلها نعم خير وزيادتها لا يعود الا بخير وان النعم كلها تعلو جميعا لنحياها جميعا فى اعلى درجات الكمال

الرابط هنا هو الاستغفار
للاسف مفهوم الاستغفار عند عامة المسلمين مفهوم عاجز
فمعظم الناس جعل الاستغفار هو كلمة تنطق باللسان فقط
وتلك مصيبة اذ لو اننى اعتبرتها كذلك لاتهمت الله سبحانه وتعالى بالنقص فى انه يكفينى كلمات اللسان لأقنع الله بأننى استغفرته بينما سائر حركتى فى المجتمع كله تحيا بلا استغفار
بالتالى فالاستغفار الذى يبينه سيدنا نوح عليه السلام هو برنامج حياة كاملة والخطاب للمجتمع وكلمة الاستغفار واحدة تعنى ان هناك برنامج استغفار واحد يربط المجتمع جميعا بعضه ببعض
ان حقق ذلك المجتمع ذلك المنهج حقق كلمة الاستغفار فحقق الله سبحانه وتعالى ما يلزم كنتيجة لذلك الاستغفار من رحمته وحبه وفضله على ذلك المجتمع الذى ترابط جميعا ليحقق كلمة الاستغفار

بالتالى صار هناك لحمة تربط المجتمع كله لتحقيق الاستغفار اذ ما فائدة ان يستغفر اللسان ومنهج ادارة المجتمع كله لا يحقق الاستغفار
والاصل فى الاسلام الدولة وليس الفرد لأن بالدولة تتحقق تكامل الصفات بينما الفرد لا يملك الا صفاته كفرد
والدولة تضم الفرد وليس العكس
كذلك الاصل فى الاسلام ان تكون البشرية جميعا دولة واحدة بمنهج واحد وليست دولا متفرقة بمناهج شتى
وشرط منهج ادارة البشرية جميعا ان يكون مصدره من يملك العلم بالبشرية جميعا فى ان واحد
فلما كانت مصالح البشرية تتعلق بما حولها من خلق
لزم ايضا ان يكون صاحب ذلك المنهج يعلم البشرية جميعا وما حولها من خلق فى ان واحد
ولما كان الحال يتغير من وقت لاخر لزم ان يكون عليما بالغيب كى يضع التشريع الذى يحقق كمال الحال وكمال الغيب
ولا تنصرف تلك الصفات الا الى الله سبحانه وتعالى الذى له الصفات العلى والاسماء الحسنى سبحانه وتعالى
بالتالى كى نكون فى رباط مع خيرات الكون جميعا لابد ان يكون هناك منهج الادارة الموثق الذى يربطنا بالله سبحانه وتعالى دون زيغ مطلقا عن ذلك المنهج بالتالى نفتح لانفسنا ابواب الخير المطلق
لتكون كثرة الذرية عندئذ بابا من ابواب الخير المطلق يبنى ويعمر ويزرع وحاله الاستغفار
فنترابط جميعا كالجسد الواحد النسب فيه هو الاسلام ونسب الذرية نسب توثيق للولد ليس الا
لا يمنعه حقا ولا يمنعه عصمة من عقوبة ما
لتدور النعم بالدولة كدوران الدماء بالجسد مع ثبوت الملكية الفردية حقا للافراد بالتالى النعم مع ثبوتها للافراد الا ان اثرها يدور مع سائر المجتمع كدوران الدماء على سائر الخلايا
فتتعدى علينا صفات رضى الله سبحانه وتعالى لنحقق
قوله تعالى {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }هود52

فنكون قد حققنا لا اله الا الله
محمدا رسول الله بكيفية القيام بالتشريع الاسلامى كمجتمع
لنكون مجتمعا لحمته واحدة لاغربة فيه لأحد
فصار ابناءى هم ابناء غيرى
وابناء غيرى هم ابنائى
تلك دولة الاسلام التى ادعوا اليها واسعى لتكون صفاتها لدى كل مسلم على الارض كبذرة فنلتقى جميعا على ذلك الوصف فننبت جميعا فى لحظة واحدة كنبات طيب يسعد البشرية بصفات الاسلام التى صارت معتقدا لديه فنترابط جميعا بمنهج الاسلام والكل يعلم كيف يكون بلا اختلاف بيننا

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد