أعتذرُ عن هذه القصيدة التي أرسلتُها بعفوية وليس باحترافية الوزن والعروض ..
لأنّني غرّدتُ بها بعفوية مع عدم إحكامي لشعر التفعلية ..
(1)
حمامَةٌ حطّتْ على شبّاكِ سِجْنِي ..
وهدَلَتْ بحَنينْ ..
قلتُ طبْعُ الحَمَامِ يُغنّي ..
لكنّها اقتربَتْ منّي ..
وهدَلَتْ .. وكلّمتني ..
وقالتْ يا أيّها الأميرُ السّجينْ ..
صحَّحْتُ نظري وسمعي
أيقظتُ نفسي ..
وقلتُ هل أنتِ حقٌّ ؟
أم طيفٌ من سراباتِ السّجونْ ؟
قالتْ بل أنا حقٌّ ..
حمامةٌ كنتُ في جوارٍ على غُصْني ..
فأثارَني شَجْوُكَ الحاني الحزينْ ..
،،،،،،،،
قلتُ وماذا تطلبين منّي ؟
من سجينٍ غريبٍ
سوى ترديدِ ألحانِ الشّجونِْ ..
قالتْ بل كلامُكَ من كلامِ الصّيدِ ..
كلامِ أميرٍ مَجِيدِ ..
عجيبٌ لهُ حَنِينُ الكونِ ..
وسِحْرُ الفنونْ ..
لهُ علاماتٌ من عالمٍ حُرِّ..
لا يُشبِهُ قيدَ السّجنِ ..
يستحيلُ أن يُطْلِقَهُ رجلٌ مسجونْ !!؟
قلتُ : ها أنتِ تأكّدْتِ أنّي ..
هنا خلفَ قضباني وسجني ..
وعلِمْتِ أنّ الشّجوَ شجوي والفنّ فنّي ..
فرُبَّ شبَحٍ أسيرٍ نراهُ بِعَيْنِ..
وهْوَ في فضاءاتِ العُيُونْ ..
طليقٌ روحُهُ تسري كطيرٍ ..
بلْ كجنِّ ..
بلْ كخيالٍ كاسِحٍ كلّ أسوارِ الحُصُونْ ..
قالتْ أنتَ لستْ من عالمِ السّجْنِ ..
فلماذا تبقى فيهِ تُمَنّي وتُغنّي ..
والكَوْنُ يهواكَ أميراً أنْ تكونْ ؟
،،،،،،،
قلتُ لو تعلمينَ انشطاري ..
تحت قهرِ هذا الحصارِ ..
دعْكِ من أمري وسجني ..
واخبريني ..
كيفَ أنْبِئتِ بأنّي ..
وأنا في حبْسِ سجني ..
كأميرٍ قابِعٍ خلفَ السُّجُونْ ؟
،،،،،،
إنْ شئتِ إيناسي وقُرْبي ..
وأنا لي قدْ أغنّي ..
عِزَّ شدوٍ فيه فنّي ..
قدْ سُبِيتُ من هديلِكْ ..
وترانيمِ حنينِكْ
وجناحاكِ بياضٌ وبريقٌ في عيونِكْ
قالتْ انّي قدِ أتَيتُ باختياري
كمْ سَعِدْتُ بلقاءٍ في انبهاري ..
أنتَ لو تدْري أميرٌ في إسارِ ..
قلتُ ما أسعَدَ مثلي باختياركْ ..
غيرَ أنّي من سجوني لا أطيرْ ..
فاعهديني بينَ فيناتِ زماني بمزارِكْ
* * * * *
(2)
ثمّ طارتْ ..
وتوارَتْ .. بعض يومٍ
ثمّ زارَتْ ..
ولها أحلى هديلْ
عندَ شبّاكي تُغنّي ..
بينَ رقصٍ وحنينْ ..
وعيوني لمْ تُفارقْ سِحْرَها البادي الجميلْ
وبوَمضٍ من لِحَاظٍ لها من طرْفِ العيونْ
تخطِفُ الرّوحَ إليها
كفتاةٍ من دلالِ العشقِ مالتْ
أو تكادُ أن تميلْ
وأنا أحْصي بصدري خفْقَ نبضي في فضولْ
و أقولْ
أنتِ طيرٌ يا حمامه ..
وأنا عبدٌ أسيرٌ ذبُلتْ منهُ المُيُولْ ..
فدنَتْ منّي وقالتْ ..
صِلْ بوَصْلٍ
فأنا أرْنُو لتَرْنُو لعُيُوني يا أميرْ
كرنا يرنو أميرْ
وعيونُكْ .. لا تدانيها لغيري ..
قلْتُ خيرْ !! ..
ليسَ من شأني الوصالُ
فانظريني في سجوني ما ابتَغيْتُ من بديلْ
أنتِ طيرٌ وحمامه
وأنا عبدٌ كسيرْ ..
غيرَ أنّي قد فرحتُ بوصالكْ
منكِ إيناسٌ وإلْفٌ وحواراتٌ تُثيرْ
وخيالكْ ..
حينَ صالَ في مساحاتِ الزوايا
وملا منّي الحنايا
بعدَ لبْثٍ أيِسَتْ منّي النّوايا
أن أرى قربي صديقاً أو زميلْ
ثمّ طارتْ
ثمّ زارَتْ
فغدا شدوي حنيناً وميولا وشعورْ
ورنا قلبي اليها
فتولّتْ .. وتوارَتْ
وشكَتْ لي قدْ شدوتُ وتجاوزتُ الأمورْ
ثمّ قالتْ
هل نسيتَ أنّي يا هذا حمامه ؟
وحبيبي جاء قُمْرِيٌّ يسيرْ
قلتُ ما أسعَدَ مثلي أنْ تُلاقي في الأخيرْ
قُمرِيٌّ وحمامه ..
ذا كلامٌ فيه فرْحٌ وبشيرْ
غيرَ أنّي .. من تغنّتْ في الزوايا
وتسلّتْ في سجوني بالهديلْ
ورنا قلبي اليها في حنينْ
لمْ تعُدْ تأتي تُغنّي ..
لمْ تعُدْ تأتي تزورْ ..
لمْ تعُدْ تهوى غصوني ..
وسجوني والحضورْ ..
لمْ تعُدْ ترنو إليّ كرَنا يرنو أميرْ
أرسلُوها كيْ تؤدّي معي دَوْرْ
سندريلاّ
وأنا ذاك الأميرْ ..
أرسلُوها مثلما يَكتُبُ فصْلا
من فُصُولٍ .. شِكْسِبيرْ ..
كلّ ذاك الرّقصِ منها
والهديلِ والشعورْ
كانَ دَوْرْ !!
كانَ فصلاً من فصولِ شِكْسِبيرْ !!
حفَظتْ دورَها حِفْظاً ..
أتقنتْهُ ..
فاسألُوهُمْ ..
كيْفَ يَغدُو عندهَمْ ذاكَ الحمامُ العبقريُّ ..
كيفَ يغدُو كالثّعالبْ ..
والأفاعي والضبّاعِ ؟
كيْفَ يغدُو كالخفافيشِ ضَرِيرْ ؟
إسألوهُمْ ..
كيْفَ يغدُو البُرْءُ ثوْباً
والجمالُ خلفَهُ زيًفٌ وزُورْ ؟!!
بتاريخ - 06/2011 -