بقعةُ ضوءٍ فوقَ
سرابْ!
إن أحببتكِ سرتُ بدربكِ طولَ
مسافةْ
فاختصري الحزنَ بأيامي
شبراً شبراً كي أعفوَ
عنكْ
كي أُحسنَ أن أقرأَ ذاتي
سطراً سطراً في سفرِ
جنونْ
أيُّ فراغٍ تحياه النفسُ بلا قنديلٍ يمسح عن أُفُقي عتمةَ
حزنٍ آخرَ قبل نداءِ الديكِ لفجرٍ
آخرْ
خلف القضبانِ أُحاكمُ عقلي في
لحظاتْ
مسكونٌ بالوهمِ أنا لأسافرَ في تعبِ
الصحراءِ بعيدا
فتراقصُ أملٌ في أفقي في الحفل الصاخبِ يدعوني
كي أرقصَ فيهْ
قدماً قدماً تنقلني الخطوةُ في
الفلواتْ
فاحتلَ بأفُْقي بعدُ
سرابْ
لأشاهدَ أمسي محترقاً خلفي
في درب الحاضرِ يدفعني
لغدٍ يرسمهُ المستقبلُ
خُطواتْ
تتساقطُ أوراقي رُغماً
عنّي
تتساقطُ من شجري
الأوراقْ
وغصوني تتكسَّرُ في أشجاري
غصناً غصناً من سخطِ
الرِّيحْ
وحدي أقطعُ آفاق الصحراءِ بلا قربةِ ماءٍ يحملها عطشُ الآهاتِ على
صدري في وهجِ القدسِ
لأمضي
أغترفُ سرابا من عمري الزاحفِ نحو الموتِ على عجلٍ
كي أروي ظمأً في خوفِ
صلاةْ
في بقعة ضوءٍ عائمةٍ تتلألأ فوقَ
سرابْ
علَّمني المستقبلُ أن لا احملَ ذاتي المستلقيَ فوقَ
ضبابْ
في عُرض البحرِ نوارسُ تتدلى من قرصِ الشمسِ
تناديني في موكب فرحٍ كي أشدوَ لعروسِ
البحرْ
كفي تمتدُّ إليكِ بعيداً في
الصَّلواتْ
منْ يحملُ عنّي قنديلَ دُيوجِنَ كي أبحثَ عنْ لصٍ حوَّلهُ العالمُ صِدِّيقاً ونبياً
صبحَ مساءْ
وإذا العالمُ يبحثُ عنّي حيّاً أو ميتاً أو رقماً مصلوباً صفراً أعلى قائمةِ
الإرهابْ
وإذا الإسكندرُ مصلوبٌ مثلي لم تُسعفهُ سيوفُ الجرأةِ أو كتبُ الحكمةِ في أقوالِ فلاسفةِ اليونانْ
لا تتخلي عنّي إنْ حجبَ اللَّيْلُ عيوني لتكوني قنديلَ
ضياءْ
أحببتكِ من خلفِ القضبانِ
تسافرُ في عيني
الدنيا
لشراعٍ يمخرُ في بحرِ المستقبلِ
في بوصلةٍ ضلَّتْ في
الأعماقْ
قد كنتُ وحيداً في الشّاطىء إذْ جنَّ
الليلْ
ولى المستقبلُ من عمري في قاربِ
صيدْ
أأراكِ غروباً في شمسي وجفافَ الزيتِ بعِرقِ
فتيلْ؟!
وأنا والحاضرُ والماضي نرزحُ في قبضةِ
ليلْ
فملأتُ سلالَ القهرِ بلا
عودةْ
وقضيتُ اللَّيلَ بلا
قنديلْ