أشْدُو كَما الطَّيْر تَشْدُو ** بين الضِّيَا والظِّلالِ
وَأعْزِفُ الحَرْفَ لَحْنًا **أنْشُودَةً لِلْجَمَالِ
شَدَدْتُ رَحْلِي طَويلاً ** وما ملَلْتُ ارْتِحَالي
سافرْتُ والبدرُ مِثْلي ** نورٌ يُضيء اللَّيَالِي
وغُصْتُ في كلِّ بحرٍ **أَرُومُ صيْدَ اللَّآلـي
والنَّوْءُ والبحرُ حوْلي ** زآرُ والموْجُ عالِي
كأنَّما سُفْنُ شعري **شقَّتْ بحار الخيال
والموج يَعْلُو ويَهْوِي **وحَالُهُ مثل حالي
أرُوضُ موجي فأُرْخي ** لو ثارَ حولي حِبالي
كأنَّما الموج خيلٌ **تهتَزُّ فوْقَ الرِّمالِ
فرُحْتُ أعدو وَدُرِّي ** يلوحُ دومًا ببالي
كَأنَّنِي صَقْرُ طوْدٍ** يحوم حول الْجبال
أوَاْنَّنِي لَيْثُ دغْلٍ ** يروم صيد الغزالِ
أوَاْنَّنِي سَهْمُ قَوْسٍ **يرميهِ حبْلُ النِّبَالِ
وأثْمن الشِّعرِ دوْمًا** يكونُ صعبَ المنال ِ
نظمتُ شعري عقودًا ** بالدرِّ والدرُّ غالِي