خاطرة بعنوان (أنت شاعر)
إذا أنشبت الأحزان مخالبها
في قلبك
فاندلقت بسمة بألوان الطيف
ماعدا الأصفر الفاقع
فأنت شاعر
إذا غمرتك فرحة بحجم السماء
فانسكبت على وجنتيك
دمعة بطعم السكر
فأنت شاعر
إذا خفت أن تعد بما قد تخلفه الأقدار
فاحتضنت الصمت
واعتزلت الكلام
وأنزلت قلبك بين نور ونار
فأنت شاعر
إذا اختزلوا أقلامك
وحاصروا أفكارك
فعمدت إلى قطرتين من دمك الفاتر
لونت بهما وجنتي التاريخ
فأنت شاعر
إذا صادرت إحداهن حلمك
فأبيت إلا أن تسكنها فؤادك
ليفقس حلمكما
على نبضي قلبيكما
فأنت شاعر
إذا خطبت المنايا ودك
فسلمتها روحك
على أن تضيف لعمرك عمرا
لاتقيده دفاتر ولا تحوطه العساكر
فأنت شاعر
إذا انتعشت بعبق الجنة
بين كفيهما
وتضورت شوقا إليهما
وأنت تحت جناحيهما
وخجلت من دفئهما
فعمدت إلى أنفاسك الطاهرة
ترتل الضياء
تنسج لهما حلة من نور
يوم تختفي الأنوار
فأنت شاعر
لاتتردد قد يكون رحيلك قبلهما
فتكون الخاسر
إذا رسم البعد بينكما
نتوءاته الحمراء
فعمدت إلى طيف أخضر
يجمع بين روحيكما
في خلوة لا توجب حدا
وتجوب كل الحدود
حتى يكون لبعدكما الأخير
بعده الأخر
فأنت شاعر
إذا دخلت مرآة أكبر من هامتك
فلمحت سيفك الخشبي خلف الستائر
وتذكرت أسمال عمر والأسودين
ونظرت إليك من الأسفل إلى الأعلى
تمنيت لو كانت المرآة مكسرة
حتى يبدو حجمك الأخر
فأنت شاعر
فالشعر صدق المشاعر
حتى وإن لم تطاوعك القوافي
وهاجت في وجه صدقك
كل البحور
فأنت شاعر
فالشعر صدق المشاعر