سألته يوما وقامت تصلي
أين صار القصيد قل أين صارا
هل تُرى حقا شمس شعرك غابت
أم تراها نامت تجر ستارا
أم تراها خبت وتهاوت
مثلما يسقط الخريف الثمارا
أم تراها قد زعزعتها الليالي
فاستكانت مذلة واصطبارا
ويح قلبي أنا لقد ضقت ذرعا
من سكوتٍ قد كان يقدح نارا
لم لا تحييني بربك قل لي
قد سئمت التسويف والأعذارا
قال يا روحي مذ دخلت حياتي
أغلق الشعر بيته وتوارى
أنت والشك توأمان وإني
مات شعري وأنت صرتِ الدثارا
فاتركيني أعيش في غبش الأمس
قليلا ولا تثيري شجارا
أنا قد مت حين أسلمت أمري
لرباط أدور حيث استدارا
فارقتني الطيوف حتى تهاوت
من سمائي على الأديم حيارى
يلفظ الحرف روحه وينادي
أين يا شعر صرت فالعزم خارا
قد خبا الشعر والقوافي توارت
مثقلات الخطى غشاها احتضارا
قد غفت سنبلات شعري ونامت
بعدما كانت داخلي تتبارى
اتركيني فإن عينيَ ضمأى
وفؤادي من المحبين غارا
كنت في ساحات الغرام إماما
أوصل الليل بالنهار حوارا
فاتركيني بالله صلي ونامي
إنني مت في حياتي مرارا
قد تعذبت في حياتي كثيرا
وتغذيت من عذاب شرارا
غير أني لم لم أمت يا حياتي
مثلما مت في يديك اختيارا
قدر الله ما يشاء وحسبي
إن لله في الطريق الخيارا
رحمة الله .. شاعر قد توارى
كان في الشعر والقصيد منارا