مٍن ذٍكريات الطّفولة
كنُّا نحن الأطفال نلعب في الرّحبة ( السّاحة) لُعبةَ غُمّيضةٍ. و كانت زوجةُ خالي و بعضُ النِّسوة في زاويّة يقمن ببعض الأشغال اليدويّة من تطريز و خياطة.
فجأة جذَبتني إليها بِرفق و أجلستني بجانبها،و قالت لي" انظري هُناك" .
لمّا نظرت إلى حيثُ أشارت بأُصبعها، شعرتُ بِوخزٍ في آُذني اليُمنى، ثم آخر في أُذني اليُسرى. ابتسمتْ لي ضاحكةً و قالت:" اُنظري إلى المرآة "، فرأيت أذنيّ مزيّنتيْن بخيْطٍ أحمرَ على شكل حلقة.
أعجبني شكلي كثيرا فنسيتُ بذلك الألم الذي أحدثه غرزُ الإبرة.
تابعتُ لعِبي مع أترابي الّذين كانوا غير مُدركين ما يجري.فاللّعٍب سحبهم إلى دنياهم الخاصّة.
أمّا أنا و بناءً على ما جرى لي، صِرتُ حذرةً، ففي كلّ لحظة ألتفتُ. وأختلس بعضَ النظراتِ نحو زوجة خالي و أراقبها. و هي تتظاهر بالخياطة، ثمّ تغمس خلسةً أصابعَها في صحن الحناء الذي وضعته تحت ثيابها، و ما إن تمرُّ طِفلةٌ بجانبها حتى تقوم بنفس الشّيء الذي فعلته معي.
أحسنت
يمكنك نشرها ..