|
غَرّدَ الحبُ وِردَهُ فـي الصَبـاحِ |
فَوقَ نَبـعٍ زُلالـهُ دَهـقُ راحِ |
إيهِ يا سَكـرَة المُعتّـقِ عِشقـاً |
تُرقِصُ القلبَ زَقزَقاتُ الجِـراحِ |
بُلبلُ الشوقِ .. مأتـمٌ لقلـوبٍ |
ثَاكِـلاتٍ بِنوحِـهِ الصَـدّاحِ |
ألّبَ الجُرحَ .. فاستثارَ جفونـاً |
غَارِقـاتٍ بِنزفِـهِ السـفّـاحِ |
مُذ غفى الليلُ واستفـاقَ نهـارٌ |
مُدنَفاً تصحو والهوى غَير صاحِ |
تَرمقُ الفَجرَ والسَّنا سِربُ تِبـرٍ |
رَصّعَ الكَونَ خَفقُـهُ للجنـاحِ |
كيفَ لا يَسبِكُ الشروق ُ قِبابـاً |
مِنْ سُـرورٍ مُمَـردٍ بارتيـاحِ |
كَيفَ لا يَنهَلُ الصباحَ حَزيـنٌ |
مُجدب الرَّوحِ .. يابِسُ الأرواحِ |
يَسكُبُ الفيءَ واللمى عينُ قلبٍ |
تحتسي الضوءَ مِنْ كؤوس الرياحِ |
يترائى في بؤبؤ الـروحِ ومـضٌ |
مِنْ شِفاءٍ وآخـرٌ مِـنْ قِـراحِ |
هالَةُ الغمِّ .. ضَوءها يَتلاشـى |
والهناءاتُ .. مَفلِـقُ الإصبـاحِ |
كيفَ أحيتْ منابعُ النورِ سعـداً |
في نُفوسٍ مُسـوداتُ البَـواحِ |
تِلك يا صاحِ مَكْرُماتُ فضـاءٍ |
حاتمـيٍّ بأصلِـهِ الـوضَّـاحِ |
ونسيمٌ يُغَنَّـجُ الخـدَّ .. أوفـى |
ساعَةَ الوصلِ مِنْ شِفاهِ المِـلاحِ |
فارسُم البَسمَةَ الجميلَةَ .. تغدو |
في مُحيَّـاكَ قُبلَـةٌ بانشِـراحِ |
واعكسِ البرقَ من لآليء ثَغـرٍ |
تُنزِلُ الودقَ ضِحكَةٌ بانسيـاحِ |
لم تَزلْ تَرمُـقُ الرَبيـعَ بِقلـبٍ |
يَحسُدُ النّحلَ عِشقهُ للأقاحـي |
لم تَزلْ والندى يـراوِدُ كأسـاً |
ياسَمينـاً بِجيـدهِ النـضَّـاحِ |
تَشتَهي قّطفَها .. رُويدَكَ فارفقْ |
قَد فداها الندى بِنَزفِ ارتشاحِ |
كَيفَ لا تَهتَني .. سَماؤكَ زَهـرٌ |
وفَيَافيـكَ حُمـرَةُ التُـفَّـاحِ |
وأريجٌ .. مُتَوجُ الزهوِ .. أهدى |
خِلعَةَ الوردِ فَوقَ جيد الصبـاحِ |
فَترى الكائِنات .. سكرى عبيرٍ |
قد تمادوا فـي ذا العِنـاقِ المُبـاحِ |
والفراشاتُ .. بثّت الحُسنَ طيفاً |
قُزَحـيـاً بـجـنـةِ الأدواحِ |
يا لهذي.. بَشاشةُ الكونِ أبدتْ |
بِدَعـاً مـن عَوالـمَ الأفـراحِ |
فَدعِ الحُزنَ بُرهَـةً إنَّ جُرحـاً |
قد شَفاهُ هوى الطَبيعَةِ .. صاحِ |
إنَّ عَينـاً رأتْ بدائـعَ خَلـقِ |
اللهِ تهفـو لسعدهـا وتُــلاحِ |
و تَسوقُ المُنـى بنظـرةِ طُهـرٍ |
حفّت القلبَ بالبهـاء المُتـاحِ |
وتغنّي الهوى بصـوتِ حنيـنٍ |
غَرّدَ الحبُ وِردَهُ فـي الـرواحِ |