|
يا من أتيتَ بلوعةٍ تتوجعُ |
تشكو وقلبك من جوىً يتصدّعُ |
أتراك تخشى أنّ حبك ضائعٌ |
وبأن من ركبوا المدى لن يرجعوا |
ضلّ القصيد طريقه لقلوبهم |
من بعدِ أن جحدوا الهوى وتمنعوا |
وبقيت طيّ رحى التصبّر دائرًا |
وكأنّ قلبكَ بالنوى يتمتّعُ |
أوذيتَ بالحلم النضير وقد ذوى |
والريح تدهمُ ما بنيت فتقلعُ |
لم تمتثل لليأس يعصفُ عابثًا |
من كان مثلك عاشقًا لا يجزعُ |
أنى التفتّ وجدتَ قلبًا أسودًا |
والحقدَ يُعمِلُ فأسهُ فيُروّعُ |
أخفيتَ سرّك عن عيون أحبةٍ |
نصحوك أن تنسى غرامك وادّعوا |
إن أدبرت دنياك نبضك مبطئٌ |
أو أقبلت بشراك قلبك مسرعُ |
بابان يرزح واحد بهمومه |
ويظل آخر للأماني يُشرعُ |
والوجدُ في ليل الصبابةِ مؤنسٌ |
لكن يأسًا في الليالي يصرعُ |
فاهنأ بما أوتيت، إنك ملهَمٌ |
تاج الهوى بالأمنيات يرصّعُ |
انظر لما في كف غيرك وابتسم |
كيف القصور بغفلة تتزعزعُ |
ذي الريح عاصفةٌ بما ملك الورى |
بينا غرامك في الدما يترعرعُ |
هبّت نسائمُ من تحبّ فحرّكت |
فيك الشعور فصرتَ فحلاً تبدعُ |
شمخت إلى عالي الشعور قصيدةٌ |
ترثي لشعرٍ في التذلل يركعُ |
في حب من أحببت أنت مصوّرٌ |
ألوان رسمك كالجواهر تلمعُ |
إني رأيتك كالجبال عزيمةً |
ولأنت بين السامقين الأرفعُ |
لمعاضل الدنيا وصفت حلولها |
وحلول شعرك للمعاضل أنجعُ |
مذ جاءت الدنيا بكف صغيرةٍ |
والسحرُ سلسالٌ بدا لا يُقطعُ |
عربيّةٌ معطاءُ مثل غمامةٍ |
والقلبُ أرضٌ جف فيها المنبعُ |
قل ما أتتك من القصيد ولا تهن |
فالشعر فيها في المحافل يُسمعُ |
كالورد في الجفنات يعبقُ عطرهُ |
ويزيّن الغرفات لما يُجمعُ |
ته بالقواف اليانعات سنابلاً |
واهنأ بما تجنيه مما تزرعُ |