أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أخبَرني عنها

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2003
    الدولة : الخبر
    المشاركات : 249
    المواضيع : 54
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي أخبَرني عنها

    جلس متكئا على يده اليسرى ينظر إليّ من خلال أهداب عينيه وهو يقول:
    تحبني كثيرا كما كانت تقول دوما، لكنني لا أرغب في العودة إلى ذلك المنزل، أجبر نفسي على الرغبة في العودة وأحبب الأمر إليها علني أنتعش في صنع القرار ، هناك شيء يقذفني بعيدا، ويرمي بي في حلاوة الأيام بعيدا عن المنزل، لا أدري ارى نفسي مخطئا لكنني لا أرغب في العودة .
    انحنى إلى الأمام ، مد يده ببطء نحو الطاولة أمامه، أخذ رشفة من كأس الشاي الذي صنعته له ثم أردف:
    أرى أنها تراكمات بعد تراكمات، الأمر ليس لحظة غضب ثم تلاشت أو شجارا ثم انتهى أو تنابذ ثم ذهب مع الريح وإنما اشياء صغيرة بدأت دون وعي وأخذت تحفر طريقها كجدول الماء في الصخور يوما بعد يوم وأمرا بعد آخر رأيت أن نفسي تعاف المواجهة، وتخاف من عمل أي شيء خشية الانتقاد أو التوبيخ، كانت تقول على سبيل المثال:
    أنت لا تنفع لشيء
    ابن عمك أفضل منك
    جارتنا جاءت لزيارتنا وكان ابنها مطيعا باراً ليس مثلك
    تعذبت معك كثيرا ولا فائدة
    لمن أعمل كل هذا وأنت جاحد
    أن لا تفهم أنا أريدك أفضل من كل الأولاد
    لماذا لبست البنطال الأزرق ، أراك تعاندني بشكل مقصود
    ولعلي أتذكر أشياء أخرى إن أسعفتني الذاكرة. والحق أقول لك يوما بعد يوم بدأت بالعمل السري ، لا أطلعها على أخباري أو همومي أو تفكيري، أنا في طريق وهي في طريق آخر من التفكير.
    ثم كبرت قليلا وعرفت أنها تحب نفسها وتحبني أيضا على طريقتها ، وتريد أن ترى في المثال الأكيد لنزواتها في التربية والمثال الجيد في الولد المطيع البار الأمثل الذي لا يلعب ولا يجعل ثيابه متسخة ولا يحضر صديقا إلى المنزل ولا يعرف كيف يولد الاطفال، وبدأت أعد الأيام التي تجعلني أرحل إلى معاركة الحياة، أريد أن أتعلم وأعيش حياتي دون قيود، كنت أصلي وهذا لا اعتراض عليه وأصبح عندي بعض الشعيرات على وجهي عندما أصبحت يافعا ، ولكن واخجلتاه أصبحت في نظرها (الشيخ) الذي لا يتكلم مع بنات الجيران ولا يجلس معها في جلسات النساء الصباحية في المنزل ، وتعرضت للاستهزاء، هي لا تعني الاستهزاء بمعنى الكلمة الكامل ولكن شعور اليافع آنذاك لا يحتمل كثيرا من النقد حتى يحمل على قائله مهما يكن ويشعر في تلك الأثناء أنه أصبح شخصا ذا قيمة في الدنيا. شعرت بأنانيتها وأنها تنظر إلي من خلال نفسها فقط أما أنا وما أرغب وما أريد فلا اعتبار لي في قاموسها. أنا لا أنكر حبها لي ولكن من الحب ما أفسد الحال وعكر صفو الحياة ، وأنا في رأيي أن الحب علاقة متبادلة بين روحين حتى وإن كانت بين أب وابنه أو أم وابنها، أما أن يقتحم الشخص عالم الشخص الآخر بما فيه من النفس والتفكير والتداخلات ليقحمه على الأسلوب ويتمثل له في كل حدب وصوب فهو نوع من الاختناق وإعادة الهيكلة المنبوذة، فحيّز الحرية يضيق ويضيق.
    لا أرغب في العودة مثلما أحب أن أراها فهي أمي وكرهها من العقوق والعياذ بالله من ذلك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية خالد عمر بن سميدع شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    المشاركات : 1,295
    المواضيع : 149
    الردود : 1295
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    هذه مشكلة كبير أخي ريان ...

    أن يغيّب الأب أو الأم شخصية ابنهما ليصبح اداة متحركة حسب رغبتهما أو رغبة أحدهما .

    نحن نبحث عن رضاهما ولذلك نسير خلف خطواتهما ولكن لابد من الشعور بنوع من الهوان نتيجة غياب الشخصية وبهوت ملامحها .

    قصة جميلة ووصف أجمل لحالة من الضغط النفسي الذي لا نرى له حلاً سوى التمرد لإثبات القدرة على تكوين شخصية مستقلة والعيش بها .


    ولاتنسى الدعاء ..




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    حسن ما تكتبه فالناس تقرأه


  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 60
    المشاركات : 349
    المواضيع : 7
    الردود : 349
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    أنها تحب نفسها وتحبني أيضا على طريقتها
    هنا كانت العلة .. وعلة كثير من الأمهات .. قد وضعت يدك على الجرح .

    أن الحب علاقة متبادلة بين روحين
    وهنا العلاج .. التفكير الصحيح في النظر إلى علاقاتنا بعضنا ببعض
    لك كل التحية والتقدير
    الانسان مبادئ

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي


    قلب الام يختلف عن اى قلب فى العالم
    هو القلب الذى يمتلىء بالحب والحنان الى اقصى درجاته
    حب الام لابنها يجعلها دائما فى حالة خوف مستمر عليه
    تتمنى ان يكون ابنها هو احسن رجل فى العالم وفى كل شىء
    تتمنى ان ترى فيه المثالية من حيث الادب والاخلاق والتعليم وكل شىء
    ولكن كلما ازداد الشىء عن حده انقلب الى ضده
    ولذلك فكلما زاد حب الام وخوفها على ابنها تبدأ فى التدخل فى كل شىء فى حياته ولو من باب الرعاية والاطمئنان
    وهذا مايؤدى الى شعور الابن بأنه مقيد دائما وتحت السيطرة فهو يريد الانطلاق والتحرر من هذه القيود يريد ان يرتدى مايشاء
    ويأكل مايشاء ويفعل مايشاء ولذا فأنه هنا يشعر باختناق ويحاول التحرر والتمرد على كل شىء
    ولذلك فأن افضل الاساليب هو اسلوب مصاحبة ومصادقة الابناء والنزول معهم الى عالم الطفولة والشباب بل النزول الى مستوى اعمارهم
    ومشاركتهم فى تفكيرهم وحتى العابهم ونجعل دائما جسر الصداقة بالحب متواصل
    حينها سينشأ الابن صديقا وصاحبا لامه وستكون هى الصديقة التى يجرى عليها يحكى لها كل شىء ويأخذ رأيها ومشورتها برغبته هو وبحب منه هو وليس بفرض الرأى ابدا

    ,
    ,
    هذا الموضوع له جوانب عديدة ويستحق المناقشة
    فهو يناقش بالفعل كيفية التعبيرعن حب الام والاب لابناءه وكيفية
    التعامل مع هذا الحب بأسلوب تربوى

    شكرا لك ريان
    انت دائما متميز بفكرك اخى الكريم

    لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين


  5. #5
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    إذا اتفقنا على حب الأم لطفلها وقلبها المليء بالحرص عليه والرجاء له بخير فإننا يجب أن نتفق أيضاً على أن أسلوب الأمهات يختلف وقد نجد من الأمهات من يدفعها حرصها أحياناً وعنادها حيناً على أن تسلب الطفل شخصيته منذ الأيام الأولى ومن الحب ما أضر.

    إن معضلة التربية أنها عملية مرنة تحتاج إلى حكم مستمر ومتغير تبعاً للظرف وللزمان وللمكان في تناسق لا يورث للطفل تشويشاً ولا اضطراباً. ونحن وإن التزمنا الخط العام لما نشأنا عليه مورثين ذلك لأطفالنا بقصد أو بدون قصد فإن المنطق يحتم علينا أن نترك للطفل مساحات حرية تكبر ما كبر وتتطور بشكل إيجابي بما يمنح هذا الشخص تميزه وتفرده فيكون امتداداً لا ظلاً ويتمكن بدوره من أن يواصل رحلة الحياة الإنسانية.


    أحسنت أخي ريان التعبير عن فكرتك وهذا لا يستغرب من أديب مبدع كأخي ريان


    كل عام وأنت بألف خير

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. بربك أخبرني
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 64
    آخر مشاركة: 27-02-2010, 09:31 PM
  2. لوحات .. رحل عنها اللون
    بواسطة الضبابية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 03-06-2007, 04:05 PM
  3. أسئلة أتحدى أي واحد أن يجيب عنها
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-04-2006, 12:33 PM
  4. أخبرني ياليل ..............
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-03-2006, 08:35 PM