كن الغيم وأغتسل بأمطارك
إنهمر بعاصف عواطفك كن البرق والرعد
واجعلني أغتسل بك مطراً , وأَرْتَعِد أنتفض من يأس وأعود
وأنا أنثاك التي تلاشت تحت ركام عذاب غيابك
وانتظاري دوماً يسامرك يقول كفا تكسرت جفون المنام
وجفاف رسم نسيجه شقوقاً على المآقي
والدموع تحترق , بكت وأشتكت ألماً وظلماً
أُواعِد حلمي بيوم لقاء ينتظر بزوغ الفجر
أن يتفتح بك ربيع العمر زهر ,
وبعد طول سهرونبض القلب بِتسارع مُتواتر
يكاد أن ينهار واقفاً مع الإنتظار.
ثم يعود خائباً منكسراً إلى وسادة اليأس,
أرتمي على صدرها وهي بأكفها تحضتن دمعي
وتتلمس شعري بحنان لتخفف عني الحزن ,
ترْبتُ عليَّ وتقول : تعلَّمي الصَّبر,
هيَ لا تعلم أن الألم بات زاد عمري وألقمتهُ مرَّ الصبر والإحتمال
تعال ياغمام الروح خيِّمْ , وغطي
سمائي بغيومك.
مُدَّ بمائها جسدي واخترقه حتى أمتزجُ بك
وأنت تتَساقطْ مطراً بدمي وتذوب كما الملح في الماء
عانق الشرايين , لإنك أنت الدم والأكسجين.
فبدونك تهلك رئتاي وتضع نهاية لأنفاسي
التي تنشقت عبير حبك نسيم عليل يلفح الروح .
كم تغنجت لحظاتي معك تجعل مني الملكة وأنت سلطاني
تعال واجلب نصل شوقك وشق صدري فترى أيوان عرشك هنالك
حفرت به أسمك وروَّيته من شراييني ليتلون بالأحمر القاني
معترفاً لك بالدم أنك بِتَّ وما زلت عنواني .
تاهت النفس فوجدتها طائعةً راحلةً إليك
تبحث عن كياني ووجداني هناك في داخلك لترى النور,
هل ما زال يشع دفئاً كالشمس بين ضلوعك والقلب
أيا طيف البياض الناصع المعانق لسنين عمري الباقية
أيطول أنتظاريَ؟ أم أن سمائي بك ستشتعل نجومها فرحاً,
وتدعوا القمر ضيفاً منيراً يرافقنا السَّمر ,
ويكون شاهداً على حُكم القدر ؟
آن لقلبين أن ينصهرا الى غير حد
ماكان العشق لهماعهدًا وميثاقاً.
وكان الحب غير الموعود,
أبدياً ما بقيت في السماء نجوم وقمر يتلألئ كل يوم ,
والسماء تُلبس محيطاتها الواسعة غيوماَ من دمعها
تروي التراب فتختلط به لينثر شذى عطره المكنون على الكون
وعهدي لك وبك أن تبقى ممطراً حباً في ثرى روحي
بأجمل ألوان الهيام , وتبقى أنت سمائي وما بها من غيوم ....
بقلم قلب نجــوى الحمصي