|
لأنّ الشِعرَ نبضي واقتناعي |
فقد أطلقتُ للدنيا شِـراعي |
لتأخذني البحارُ إلى مداها |
يؤرجحُني هُبوطي وارتفاعي |
ففي عُمقِ السكونِ ليَ ارتياحٌ |
وفي جوفِ الظلامِ مع الرِقاعِ |
فأحببتُ الحقيقةَ في سناها |
وعانقَ خافقي بيدي يراعي |
يرافقني إلى أقصى جِهاتٍ |
وكم في الكونِ آفاقُ اطِّلاعِ |
إذا أُشجيتُ ألقَى بالْمعاني |
وراح مِدادُهُ يشكو التياعي |
أُسافرُ في رحاب الأرضِ ضرباً |
تُقابلُني صُنوفٌ من طبـاعِ |
وفي صَخَبِ الحياةِ لنا دروسٌ |
وفي صمت الصحارى والبقاعِ |
أُواجـهُ كلَّ رأيٍ واتِّجاهٍ |
بصدقٍ في الكلامِ بلا قِناعِ |
فذا ودٌّ وذا نـدٌّ عنـيدٌ |
ولكن ليس للبغضاءِ داعِ |
ولا أهوى فُتوراً أو جُموداً |
ويُعجبني التجوّلَ في انتفاعِ |
أرى في الاختلافِ عظيمَ آيٍ |
وليس رضى الجميعِ بِمُستطاعِ |
هو الْمولى الكريمُ أحاطَ عِلماً |
بِما حوت العوالمُ من طِلاعِ |
فقد خلق الإلهُ الكونَ طُرّاً |
بتدبيرٍ وعلمٍ واتساعِ |
وقال اللهُ (نونٌ) في بيـانٍ |
ليعـلمَ قـارئٌ ما لليراعِ |
فلا يبقى صوابٌ دون قيدٍ |
ولا قولٌ بديعٌ للضياعِ |
أُصوِّرُ ما تراهُ عيونُ قلبي |
يعجِّلُني بدقّاتٍ سِراعِ |
يموت الجسمُ يوماً ثم تبقى |
هي الكلماتُ لا تُرثى بناعِ |
وصلى اللهُ في الأكوانِ دَوماً |
على نور المَسيرةِ والْمساعي |
أبي الأيتامِ مَن فقدوا الهنا والـ |
ـمساكينِ الأُلى من دون راعِ |