مدينتي بلا تاريخ.....
تنتمي إليها كل المدائن...!!!
تعيش فيها كل الرموز...
فالأشكال متزاوجة، والرموز متناغمة....
والبقاء فيها للأصلح....
أبناؤها هادئون...
وأمهاتنا نبع الوفاء...
عشق.. ولوعة...
والحياة لذات...!!!!
فطائرنا وشموعنا....
تنسينا غيرنا...
ودناننا تسقي هوانا..
لا طيش.. ولا هوان...
هواجسنا مبتلة بالهدوء..
فهذه مدينتنا...
فأين مدائنك...
يا سارق الأدوار...؟؟؟؟؟
أتسكع في دروب مدينتي الجديدة... موبوءة...منكوبة...
لا تعجبني ألوانها....
أراها كظيظة بالنهار .....
الليل يلتهم الإحساس... والإنسان...
وأدوائي رابضة بالجنان...
أعللها بالمنى... فتنتابني بالبعاد..... أنا احتمال بين احتمالات....
أشكو فراغي... ضيعتي في السكك... وحيد....فريد... شريد...لا أنتمي إلى فصيل...غارت أنات روحي....ودالت شحنات رجائي....فالحزن يهدني....يجاملني بالحب....يدسني في يمه المتراكم....أجذف بحشاشة روحي.....أنتشي بذكره كل صباح....وفي المساء...يُكتشف الغدر...فاين الوفاء لي يافرحي...؟؟؟؟ لاتحد عن فرحتك الولهى...ففي انفساحها زفرات غرثى....تبتسم لي من طول غروري.....وتبكي شعورها بي معنى....فهل أفراحنا واحات يابسة...؟؟؟؟ أم آمال بعيدة....؟؟؟؟ أم صدى النداء الكذوب....؟؟؟؟ أم سراب عرس حزين....؟؟؟؟ أم ناي يعانده الإحباط....؟؟؟؟
رغم القيد... رغم الأعداء...!!!
سأبقى حرا،
شلالا للوفاء...
أمنحهم كرم الإخاء،
وأعذرهم،
في متاهة الحياة،
وأنادمهم،
بأسماء الحبائب...
لن تبخل عنهم سمائي،
لن تقحل لهم أرضي،
هم الأهل لكل الفضائل،
فلا تبال بالمجنون إذا نطق...!!!!
إني آمنت برب المجانين،
طاهرون...
يصلون بين الأقواس...
يفطرون على الفطائر... يضحون على خطرات الحزن ....تمشي أناتهم وكأنها النصر...
مجاذيب.... غيب....
جسد فوار،
لذات.. نزوات..
كل مكبل غريمي...
طائر فوق الأيكة...
.يرفرف حول الفضاء... أنا لا أخاطب العقلاء....ولا أنادي المعرفين...ولا أكرم الألقاب.....ولا أحب النياشين....مجنون دُري.... يعيش في فلك الأمل....
وأنا في معبد الذل.... حيث الإله الحر...!!!!! أمشي..
كسير الجناح.....
وطقوس الحرية تناديني.... أبكي قيما شتى... تعتصرني كالأسى... يتبختر الحلم...وتومض الأرزاء....علل تموج.... تهل من قمقم السواد.... تهب من شمال القباب.... سوداء....تحتقن الزفرات... تخنق الهوى...والألم الدفين.... وينقطع الأمل....فالموت سبيلي...
في بحثي عنهم، ذرة....تحملني الرياح ....على أجنحة الروح... في هذا الفضاء...أمد يدي نحو السراب....انتظر ولادة أخرى...في مداد محبرتي....على ساحات كلماتي....لم أخترها...مسكونة بالعشق....بالصدق... بالارتجال....حاربوها أعواما....أماتوها في مهدها.... عطلوا مياه الحياة.... انبثقت من سماد التحدي...انبتت رغبة في الانتقام.... وآوت إلى خواطر العناد....إحباط يسودها....هزيمة تنبعث منها....فوضى... عبث.... والبوح صار مشنقة الروح.... رهبة من الغد...من الانسان...من المصير.....بقيت على حالها....قباب منكوشة.... تنتمي إلى عالم الإنسان....براءة تخضل منها أوراق الطفولة.....انسانية تعادي قيم الانتقام....
أسير مع الطيف... على ضفاف الظلام....حقول تونسها الخفافيش...وتحنو إليها ملايين السكرى....ومئات المعربدين....ومومسات تختفي من نوافذهن الأضواء....أنتظر جسة من عين....تحن علي من هناك.....وزفراتي يجرها القيد....ظلام يعبد لي أسوار المدينة...وقباب الأضرحة....وأبوال الكاسات تنهشني....وأصوات المجانين تعتلي...ونباح الكلاب يرتقي...وأنا خدن الزمهرير....أصيخ إليه بآمالي...فيصعقني بنصله المتخوم....يرجفني هدوء هذا المكان... يعجبني الصراخ....والأبواب المغلقة...
والأضواء اختفت....ورأيي يخترقني...ومخاض النشوة عسير.....يقول لي صويحبي.. ساخرا من سهرتي....مستهزءا من لهب البرد....غدا تشعل الشموع....غدا تنسى اعقاب سيجارتك....أطفئها في ديجور فتاة....أطلقها رصاصة...جوهرا خفيا....كلمات عاشقة...تتمدد على الأوراق....وبخار المحابر يزهو....ومعنات الشعر تشب....وعشرات العيون تلهث....تقرأ سطور الجمال...تبديها ساعات الهناء...وأنا صيحة في غابة مزفتة....تنتمي كل الفصائل فيها.... إلى عالم القرود.....
وأنت تضمر العداء...تحتفي بالألم...تطالبني بسفينه...فلا تبال لو كنت جميلا...لاتعشق سوى روحي....ولاتعاند سوى لحظات هواني....