حكاية رسالة
حين يسجل الصمت نهايته,و تنطق كل الحواس معلنة بداية أخرى,حين نصرح بالحب نكون قد تجاوزنا حواجز الزمان و إكراهات المكان .فاتحين بذلك حوارا للذوات.هذا هو الحب الخارق للاعتبارات الوهمية,هو الذي يشحننا جرأة منذ انبهارنا الأول به,ينسينا كأس المرارات المتكررة,و يجمع أشتات الطيور الراحلة,متعمدا رؤيتنا و نحن نمارس طقوسنا العشقية دون خوف ولا تردد,ومولدا في أنفسنا رغبة في البوح بخواطر قلبية عجلى.يختبرنا بآلامه فيصنعنا كبارا,يداوينا بوصفات غير مستنفذة,يرقينا بماء البنفسج و الينسون ,و يعلمنا لغة العيون لنتراءى حبا دون أن نتكلم...
وضع نقط استرسال لنصه ثم مضى يفكر..أكان به كل هذا الوهم عندما التقاها في الحديقة؟كيف كانت كل هذه المشاعر تعتمل في قلبه,وهو يلتفت يمينا و يسارا كان أشباحا تطارده؟
هو الآن يحس أن اسمها قد اختطفه, يردده في سويعات الوحدة الكثيرة, فيحاول عبثا أن يلملم بقايا أحلامه الهاربة منذ أن تركت "سعاد" حبه بين توديع و احتمال لقاء.
"لطيفة" اجتاحته كليل ينبض بصهيل خيل مجروحة,لم يتزعزع إعجابه بها و قد رآها مع ذلك المجهول,حينها اكتفيا بابتسامة تلتها انحناءة خجولة من كليهما.
في صباح من صباحات الصيف ,حيث الشمس تلفح المارين تحت سقفها لتختبر جلدهم, التقاها فلم يقولا شيئا غير تبادل التحية و العبارات العادية,
فين هاد الغيبة؟
فدار ماكنخرجش بزاف
أش كتعاودي
لا جديد,الروتين
وخا بسلامة ,اسمحيلي راني مشغول شويا
ماشي مشكل تهلا فراسك.
احتفظ بأمل وهما يفترقان و يديران ظهريهما,ابتسمت فرد هو بنفس القياس و الإيقاع و النظرة,لقد فهمت كل ما لم يقل,وودعته طاوية روح الشك في قلبه.
عاد إلى الورقة ليلوث مساحة البياض التي تركها.فأكمل مكتوبه و هو يقول...دعيني أحب عبر عينيك,لا تعطلي طاقتي العشقية,فهي لا تنفذ.كيف لها ذلك وقد تجلى الحبيب الذي طالما وقفت في محطات عدة انتظارا لقدومه, فما كنت إلى هذه اللحظة قد علمت أكان سيحل في قطار, حافلة, أم أنه سيجرب لعبة المشي على الأقدام.
أنت لا تملكين الجرأة, فتراجعي لأفجر مكر الحب في قلبك, تعلمي مني حماسي لعينيك, اقترضي من اللغة ألفاظا بعثريها معاني لأستشعر قربك مني, فلم تحركني صورة فتاة منذ فترة في زمن الحب كم حركتني.حتما لك سحرك الخاص و طبعا كنت ضحية منتظرة, سأحترس من كلماتك و ابتسامتك, و أحادث نفسي خلوة لأحييك متحركة ضاحكة أمامي...
عبد الكريم شيا حني
المغرب
Chahnoun10@hotmail.com
رد مع اقتباس