حديث الروح ... إلى روحي
الكتابة إليكِ، كتابة الى الروح العراقية الاصيلة.
واليوم، وأنتِ تصرخين بنا يا أيها الناس أعيدوا الي ّ المحبة والمحبين ، أجدكِ كما لم أجدكِ فى أى وقت آخر، تعرّين البشر، كل البشر من جلودهم لتظهر حقيقة نكوص الانسان عن انسانيته.
انسان اليوم حرقته قسوة من يحمل رايات الحرب
يا أيتها الروح، وأنتِ تذوقين المرارات كما لم تذوقينها من قبل، إذ صار اقرب الناس لنا اشدهم بشاعة وهمجية وعدوان، تنبهي أن في الكون اليوم، لم يُهدم البنيان ولم تتلوث الانهارـ ولم تُهدر الموارد، ولم تتشوه المعاني وتضطرب الرؤى فحسب، بل هُدِّم هيكل الانسانية في ... الانسان! فصرنا أشياءاً وأرقاماً، ونسينا ان نكون قيم بشرية، ولكل شرعٍ ومنهجٍ وغايات.
في الكون اليوم صرنا نشم رائحة البشر بعد الشواء أحياءاً وأمواتاً ... صرنا نرى الاجساد اشلاءا نلملم بعضها في اكياسنا البائسة فلا قبر بعد اليوم ولا شاهد على موت الحق ورجاله والصدق وأبطاله
صرنا نشاهد الحرائر ... تغتصب وتختطف وتعذب ... تباع وتشترى ...والحرة تنتظر الرجال ولا رجال!
في الكون اليوم ننتظر معجزة من الله تعالى تضع لحرب الولاءات .... الاوزار.
أيتها الروح التي الهمتني الفضل والانتماء والرقة والطهر والنبل ... والبكاء .
كان يمكن ان يكون موضوع حديثي إليكِ الآن موضوع أي أنسان يعيش اليوم كما يعيش أي سجين أو مريض او متأزم أو مهاجر الى كون آخر أخف قسوة، لكننا جميعا ً ياروحي ... هُزمنا لاننا ... أسرى تيهنا وهواننا وتخاذلنا.
كنتِ، يا من تسكنين أعماقي أسخر حتى من اللغة الملتوية التى يستخدمها "المثقفون" للتعبير عن أفكار الحروب الاستدعائية التي أكلت منا أكتافنا منذ موت أبي هابيل ولم تزل. لان البغاة كانوا يرون السلطة لا المشروع النهضوي ويرون الكراسي لا السيادة فيخدعون الفرد فيدفع ثمن المجموع.
أشعر بقسوة كلامي إليكِ... وأشعر كم هو مروع والآن أقول بخجل؛
كيف سنكون أنا وأنت وجميع المحاصَرين نملك القدرة للخروج من كهف الفوضى السائدة للدم ورخص الذمم وضياع القيم ؟؟؟؟!
ومن سنلوم ؟
فالعسل المسموم، لذيذ فى مذاقه، مدمر فى عواقبه، وها نحن نتجرع عسل الانتماء ولا نسأل انفسنا
هل كان يجب التضحية بكل أولئك البشر لكى نقيم كوناً آخرَ غير ماهو موجود .
أقول ياروح المسرة ..
يمكن ان نتفلسف فى تقديم الأجوبة ولكنك كعادتك معي في المصارحة اختصرت كل جواب .فما من جواب يصلح ان يكون جوابا بعد بوحك الآن لي.
أن اهل القرآن - انفسهم - وحدهم مؤهلون ليكونوا بمستوى الرقى الذى كنا نزمع اننا نأتى به لنبني الانسان في المعمورة.
وخاسر هو من يسب الشيطان في العلن ويؤازره في الخفاء.
من أجل ذلك أقول؛
إياكِ أن تتركيني نهبا ً لفاقدي الروح وتجار الجسد.
إيـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــاكِ إيـــــــــــــــــــــــ ـاكِ...