أحرباً يا غريبَ الشأنِ حـرباً
ولستَ بأيِّ نازلةٍ جـديـرا
المْ تحفظكَ بالأحضانِ طفـلاً
لتغدو سيداً حُراً شـكورا
وأنتَ اغْتلتَ فيها الحبَّ قسراً
ليأخذَ بعضـنا بعضـاً أسـيـرا
و عطـرُ الياسـمينةِ فـاحَ ودَّاً
وطِيبـاً من حديقتِـنا وفِـيـرا
كذا الفيحاءُ تعتبُ في هدوءٍ
ليـغفوْ الياسـمين بـها قـريـرا
وعهدُ دمشقَ إنْ لاقتْ خُطوباً
تريكَ الأرضَ زلزالاً خـطيـرا
و جرحُ بني مـعاوية انفجارٌ
على كلِّ الممالكِ مُستـطيـرا
فمنْ فرضَ الحصارَ على بلادِي
فقدْ عادى التظاهرَ والـمسيـرا
أَتـقْلعُ مِنْ جذورِ الأرضِ مجداً
لـتبنيَ فوقَ أحـلامٍ قُـصـوراً
و تفتنُ منْ عيونِ الخيـرِ نبعاً
تُـبـدِّلُ صفْوهُ كَدراً مريـرا
غزاةُ الشامِ قدْ عاشوا وماتـوا
عـلى أبـوابـِهـا وبَـكَوا كثـيرا
ألفتُ بأرضها أهـلاً و سـهـلاً
ورزقـاً طيّـِبـاً و حـمىً وقـورا
يكادُ على ظلامِ الكونِ يـََطـغى
و يعـلوَ ليلهُ بـدراً مُـنيـرا
كأنـِّي إنْ أعشْ بدمشقَ يـوماًً
يَـظـلُّ هواؤُها بِدَمِي سفيـرا
فتسري في عروقِيَ سـلسبيلا
لأحـيَـا عندها عـبـداً فـقيـرا
ألا منْ يـَحمـلنْ شـراً اليـهـا
سيـقعد لائماً حـظـاً عسيـرا
حُـماةَ الدارِ تـحصدُ مَنْ يُعادي
وتـجعلُ من يُـغامر مُسـتـجـيرا
كطرفِ العينِ إنْ هبُّـوا لأمـرٍ
فـتحسبهمْ طريـدتـهمْ نسـورا
فـإنْ تـحملْ إلى قـومٍ لظاها
تُـري العـميانَ بُركاناً مُـثـيـراً
ومَـنْ يـرجوْ الأمـانيَ من عـدوٍ
كمنْ يـرجـو حـميراً أنْ تـطِيـرا
وليـس الأمـر سـراً مـا أرادوا
ولا تُـروى الخرافـة كي تـصيـرا
وصاحبةُ السيـادةِ ,بـاركتـكـم
بَـعـثـتُـمْ شاهداً منكمْ نـَذيـرا
دعـوا الفيحاءَ مدركـة لشـأنٍ
وعـودوا واسـألوا عـنـها خبيـرا
وإنـِّي رغـمَ آلامي أُصــلّي
وأبـقـى رغـم آلامـيْ فَـخُـورا