|
أنْتَ في الْمُظلماتِ أَمْضَى عزيـمَةْ |
كمْ هزمتَ الظلامَ شَرَّ هزيـمَةْ |
مُسْفِرٌ ياعِراقُ عنْ كُلِّ فَجْرٍ |
بارَكَ اللهُ ضوءَهُ ونسيمَهْ |
رافداكَ الْمُشَعْشَانِ إباءً |
كبُروقٍ لعِزِّهَا مُسْتَدِيـمَةْ |
لَمَعَانُ الْفُتُوحِ في نَصْلِ حقٍّ |
دقَّ صُلْبَ الدُّجى وشَقَّ أدِيـمَهْ |
يا رَغيدًا مُدلّلاً حين يصفو |
دهْرُهُ تَغْبِطُ الجِنانُ نَعِيمَهْ |
يا سعيرًا مسجَّرًا حينَ يُذْكَى |
حَدُّهُ يُطْعِمُ الجحيمَ جَحِيمَهْ |
يسْتفِزُّ الطُّغاةُ حِلْمَكَ حتَّى |
تُقْعِدَ الكونَ غَضْبَةً وتُقِيمَهْ |
اغضبِ اليومَ ياحليمُ فهذا |
عالَمٌ يطْحَنُ الجهولُ حليمَهْ |
أين لَيْلاكَ ..ياعراقُ.. أتدري |
في تفاصيلِ أيِّ بؤسٍ مُقِيمَةْ |
في تقاسيمِ كلِّ أنَّةِ ثكْلى |
في تباريحِ كُلِّ وَجْهِ يتيمَةْ |
سجنوها لأنَّها ذاتُ طُهْرٍ |
مَنْ يرونَ العفافَ شَرَّ جَريمةْ |
تنفثُ الموتَ قانيًا رِئتاها |
مبتلاةٌ بكلِّ داءٍ سَقِيمَةْ |
حقنوها بحقْدِهمْ نَعَراتٍ |
وسَقَوها من السُّمومِ القدِيمةْ |
حاصَرتْهَا عقَاربٌ وأفاعٍ |
رقَصَتْ حولها ضِبَاعٌ لَئِيمَةْ |
اغْضبِ اليومَ ياعراقُ وزمْجِرْ |
فلقدْ طاشتِ العقولُ الحكيمةْ |
دجلةٌ والفُرَاتُ ميراثُ قومي |
عَزَمَ الفُرْسُ بينَهُم تَقْسِيمَهْ |
مُنذُ أطفأتَ بالهُدى نارَ كِسرى |
أُوْقِدَتْ لِلْمَجُوسِ نارُ السَّخِيمةْ |
اغْضَبِ اليومَ ياعِراقُ فَكِسرى |
أفْسَدَ الدِّينَ فِتْنَةً ونمِيمَةْ |
في مُسُوحِ الفقيهِ عادَ وليًّا |
عابدُ النَّارِ يبْتَغِي إقْليمَهْ |
مثْلمَا عادَ لِلشآمِ هِرَقْلٌ |
وتولَّى حاخَامُهُ أُرْشَلِيمَهْ |
اغْضَبِ اليومَ ياعِراقُ وحطِّمْ |
حُلمَهُ يامُهندسًا تحطيمَهْ |
يا أسودَ الأنْبَارِ هذا زمانٌ |
يبتلي اللهُ فيه أهلَ الشَّكيمةْ |
خلقَ اللهُ للدواهي دُهَاةً |
وَعِظَامًا لكلِّ بلْوَى عظيمةْ |
هو غيمٌ أغامَ والغيثُ يُرْجَى |
كُلَّمَا ساقَ برقَهُ وَهَزيِمَهْ |
هوَ درْبٌ إلى الخُلودِ يؤدّي |
أو حياةٌ على العراقِ كريمةْ |
ليس في مشهدِ الكرامةِ موتٌ |
إنما الموتُ في حياةِ البهيمةْ |
مُنذُ ذي قارَ والعراقُ ضمينٌ |
يأمَنُ المجدُ عنْدَهُ تسْليمَهْ |
لم يُركِّعْ شُمُوخَهُ جَبَرُوتٌ |
هُوَ أَقْوَى مِنْ كُلِّ رَقْمٍ وَقِيمَةْ |
شامخُ النخلِ ليسَ يَحْنيهِ إلا |
لإلهٍ يشدُّ فيهِ العزيمةْ |
قادِسِيَّاتُهُ لكُلِّ زمانٍ |
جفَّ مِنْ وَابِلِ المُروءَةِ دِيمَةْ |
كلَّما اخْتلَّ للْعُروبَةِ خَطْوٌ |
أسْعفَتْهَا بِخُطوةٍ مُسْتقِيمةْ |
أيُّها المستدينُ منه دماءً |
سيُوفِّي الغريمُ يومًا غريمَهْ |
أيُّها العاثرونَ مالخُطاكُم |
هذه رجْفَةُ الدُّروبِ الأثيمَةْ |
هل عثرْتُم لمَّا عثرتُم على ما |
كنتمُ تَشْغَبُونَ عَنْهُ زعيمَهْ |
هلْ عرفتُم يامُسْلِميهِ فداءً |
أيَّكُم صارَ في الحسابِ غَنِيمَةْ |
أيُّهَا النَّائمون طالَ كراكُمْ |
عينُ تاريخِكمْ بلا تهْويمَةْ |
فأفيقوا أوِ اهجعوا شأنكمْ..لنْ |
تُسقطوا من تاريخِكمْ تقْويمَهْ |
هوَ مَا زالَ مذْ غفوتُمْ أصيلاً |
عَرَبيًّا مُقَاوِمًا تَـعْجِِيمَهْ |
ربما لم يَعُدْ بكفِّيهِ سيفٌ |
لكنِ الشَّهمُ ملءُ نهريهِ شِيمَةْ |
وبأسْنانِه يُحاربُ عنكمْ |
وبأضلاعه يصدُّ خَصِيمَهْ |
عاصبُ الرأس شاخبُ القلبِ يومي |
جرحُهُ الآنَ...فَافْهَمِيْ يافَهِيمَةْ |