اِسْتِلَابُ الرُّوحْ
/
*
/
*
/
أَطْـــيَــــافُ حُــلْــمٍـــكَ شَــوْقُــهُـــنَّ عِـــتَــــابُ*
وَ رُسُـــــومُ وَجْــهِـــكَ ضَـــوْؤُهُـــنَ سَــــــرَابُ
كَــم آَنَسَـتْـكَ مَـلَامِـحِـي وَقْـــتَ الَّـلـظَـى
مَــــــــا سَــــاءَكُــــمْ مِــــــــنْ مُــقْــلَــتَــيَّ رُهَــــــــابُ
أَنَـاْ مُـذْ رَحَـلْـتَ وَ أَنْــتَ مُشْـعِـلُ ثَـوْرَتِـي
وَ تَــنَـــاوَشَـــتْـــنِـ ــي مِــــحْـــــنَـــــةٌ وَ ذِئَـــــــــــــــابُ
وَ اسْـتَـوْطَـنَـتْـنِـي فِــــــي مَــــــدَارِيَ شِـــقْــــوَةٌ
وَ اسْـتَــنْــكَــفَــتْــن ِــي عِـــــــــــــزَّةٌ وَ رِغَــــــــــــــابُ
أَمْضِـي عَلـى مَضَـضِ المَسَالِـكِ شَوْكَـةً
وَ خُصُومُ فَجْرِكَ فِي الدُّرُوبِ غِضَابُ
وَ أَحــسُّـــنـــي بَــــيــــنَ الْـــخَـــلَائِـــقِ بِــــدْعَـــــةً
فَـــيْـــرُوسَ مَــــــوْتٍ مَــــــنْ بَــــــلَاهُ يُـــصَـــابُ
أَحْــــــيَــــــا بِــــقَــــلْــــبٍ كُــــلَّــــمَـــــا ضَــــمَّــــدْتُـــــهُ
خَــــــرَّ الـنَّـجِــيــعَ وَ عَـــمَّــــتِ الْأَوْصَـــــــابُ
كَــمَــدًا يــمــرُّ عــلــى الــحَــوَادِثِ نَـبْـضُــهُ
كَــــــــفُّ الــرَّضِـــيـــعِ تَـنَـاوَبَــتْــهُ حِـــــــــرَابُ
أَنـــا مُـــذْ كـبَــوتَ مـسـيـرُ روحــــيَ عَــثْــرَةٌ
وَ الْــحُــلْـــمُ يَـنْــفِــيــهِ مُـــــــدىً وَ ضِـــــــرابُ
خُــذْ مِــنْ دُمُـوعِــيَ كَـــيْ تُـرِيــحُ مَـدَامـعًـا
إنَّــــــــــــا بــــأَسْــــفــــارِ الــــــوُجـــــــودِ غــــــيـــــــابُ
لَا تَــبْـــكِ إِنِّـــــي قَـــــدْ أَلِـــفْـــتُ سِـهَـامَــهــمْ
وَ أَنَـــــا وَ أَسْـــــرَابُ الْـــجِـــرَاحِ صِـــحَـــابُ
أَرْجُــــــوكَ يَــــــا وَطَـــنِــــي تُـــطِــــلُّ بِـيَـقْـظَــتِــي
نـــــــــارُ اشْـــتِـــهَـــاءِكَ شِــــــــــدَّةٌ وَ عَــــــــــذابُ
فَــــرْضُ اخْـتِـفَــاءِكَ فـــــي يَـقـيـنــيَ مُــزْحَـــةٌ
يُــــغْـــــرِي دُمُــــوعِـــــيَ مُــــزْحَـــــةٌ وذَهَــــــــــابُ
ذِي مُـهْـجَـتِــي غَـطَّــتْــكَ بُـــــرْدَ نَـجِـيـعِـهَــا
وَ الْــعَــقـــلُ وَ الــنَّــفْـــسُ الْأَبِــــيَّــــةُ ذَابُــــــــوا
تَــــــأْوِي إِلِــــــي بَـــــــرَدِ الْـيَــقِــيــنِ أَضَــالِــعِـــيو
َ دَوَافِــــعــــي فــــــــي جــيـــدِهـــنَّ كــــــــلابُ
سَـلَـبُـوكَ ، أَقْـصُـونِـي فَـهَــاجَ بـيَــا الـرَّجَــا
قَـضَـمُـوكَ سَـــالَ لَـــدَى الْــقُــدُورِ لُــعَــابُ
وَ الــــرُّوحُ فِــــي كِــيــرِ اسْـتِـلَابِــكَ طَــيْـــرُهُ
مَـــــا أنــقَـــذَ الــطــيــرَ الــرَّهِــيــفَ حِـــجَـــابُ
أَبْـــــــــرَاجُ خَــــوْفـــــيَ أَنْ تــــنـــــامَ صُـــقُـــورُنَــــا
أوْ يـعْــتــلــي الأيـــــــكَ الـنَّــضِــيــرَ غُـــــــرَابُ
أَيَـــهُـــونَ جـــيــــلٌ بـالــسُّــجِــونِ وَ بِـالــقِــنَــا
فَـيَـحِـلَّ خِــــزْيٌ فــــي الــــوَرَى وَ خَــــرَابُ
إنْ جـــــفَّ نـيــلُــكَ بـالـعَـطَــاءِ فَــمَـــنْ لَــنَـــا
أَوْ هِـــيـــضَ جِــيــلُـــكَ فَـالْــحَــيــاةُ يَـــبَــــابُ
لَا قَــــــــــــــدَّرَ اللهُ الـــجَـــلِــــيــــلُ فَـــــنَـــــاءَكُـــــم ْ
يَـفْــنَــى الْــوُجُـــودُ وَ دَالَـــــتِ الْأَحْـــقَـــابُ
يَـــــا قَــابِـــضَ الـجَــمْــرِ الـمَـهِــيــبِ تــحــيَّــةً
حَــيَّـــا الـثَّــبــاتَ لَـــــدَى الِّـلــقَــاءِ صَــــــوابُ
لَا تَـبْــتَــئِــسْ عَـــــــرْشُ الــنُّــجـــومِ تَـــحُــــوزُهُ
جُــنْــدُ انْـتِـصَــارِكَ فــــي الْـفِـجَــاجِ ركــــابُ
ضُـــــمَّ الــمَــلَاحِــمَ مــــــن تَـــوَارِيـــخَ الــنَّــقَــا
ثَــــوْبُ الـفَـخَــارِ عَــلَــى الــزَّمَــانِ كِــتَــابُ
سَـلَــبُــوكَ فَـاسْـتَـلَـبــوا لِـــرُوحـــيَ والــنُّــهَــى
لَــــكِـــــنْ سَـــحَـــابَـــةُ سَــلْــبِـــهِـــمْ لَـــــسَـــــرابُ
سَـتَــؤُزُّهَــا حُـــبْـــلَاكَ ِتُــجْــهِــضُ قَـــرَّهُـــمْ
والــــــــوَدْقُ بــالْــخَــيْـــرِ الْــعَــمِــيـــمِ قِـــــــــرابُ
يَــــــــــا مـــهـــجــــةَ الأحــــــــــرارِ ،دُرَّةَ ثـــــــــــورَةٍ
ســيـــعـــيـــدُ قَـــــــــــدْرَكَ هِــــــمَّــــــةٌ وشــــــبــــــابُ
وَ تَــصـــيـــرُ مــــــــأوىً لِّــلــعــدالــةِ والــتُّـــقـــى
ويُـــــــــــــردُّ دورٌ بـــــــــــــلْ يـــــــعـــــــزُّ جَـــــــنَـــــــابُ
أَلأُسْــــــــدُ تَــــأْبَــــى أَنْ تَــــظَــــلَّ حَـبـيــسَــهُــمْ
والْــــحَــــقُّ أبــــلـــــجُ والـــمُـــتُـــونُ صِـــــــــلابُ
وَطَــــــــــنٌ يَـــــضُـــــمُّ رَبِـــيـــعَــــهُ ، وَ حُـــلُـــولُــــهُ
فِـــــــــــي أُمَّـــــتِــــــي رُوحٌ لَــــــهَــــــا وَ إِهَــــــــــــابُ
لَا وَ الَّــــذِي سَــمَـــكَ الـسَّــمــاءَ بـحــولــهِ
تَـبْـقَــى الــمــآذنُ فــــي الـحِـمَــى وقِــبَــابُ
الـمُـلْـكُ فــــي يُـمْـنَــى الـمَـلِـيـكِ وَ بَــأْسِــهِ
وَ بِــحَــسْــمِ نَـــصْـــرِكَ شَـــرْعُــــهُ يَــنْــسَـــابُ
صَــــبْــــرًا جَــمـــيـــلًا فـــــــــي ذُرَى أَسْـــبَـــابِـــهِ
جَـــــــفَّ الـــمِــــدَادُ وَ نَـــالَــــتِ الْأَسْـــبَــــابُ
اللهُ كَـــــــــــافٍ عَـــــبْــــــدَهُ مِـــــــــــنْ هَـــوْلِــــهِــــمْ
سَــــهْـــــمُ الْـــــقَـــــويِّ مَـــحَـــجَّــــةٌ وَ إِيَــــــــــابُ
آَمَــالُــنَـــا فِــــــــي اللهِ يَــــــــا وَطَــــنِــــي وَ مَــــــــا
عِـــنْـــدَ الْـمُـجِــيــبِ مُــحَــقَّـــقٌ وَ مُـــجَــــابُ
/
/
/
اللهم حكم فينا عدلك وشرعك بما شئت وكيف شئت انك على ما تشاءقدير اللهم اهزم واكسر اعداءك فانت اعلم بهم منها امين
الشاعر الطنطاوي الحسيني
/
*
/
*
/
دمتم مبدعين ونصر الله كل أوطاننا على الظالمين آمين