أَنَصْحُو
إِذَا فَتَـكَ الْعَـدُوُّ بِنَـا أَنَصْحُـو
وَمَـا في الْحَرْبِ لِلْلاهِـينَ مَزْحُ
كَمِثْـلِ النَّـارِ في وَقْـدٍ وَلَفْـحٍ
كَـذَاكَ الْحَـرْبُ نِـيرَانٌ وَلَفْـحُ
يُسَعِّرُهَـا الْيَهُـودُ بِـكُلِّ حِقْـدٍ
وَيَكْفِيـنَا مَـعَ الأَوْغَـادِ صُلْـحُ
وَلا وَاللهِ مَـا فِي الصُّلْحِ خَـيْرٌ
إِذَا مَـا الـذُّلُّ فِي الدُّنْـيَا يُلِـحُّ
وَفِي الدِّينِ الْحَنِيفِ النَّصْرُ وَعْـدٌ
وَفِـيـهِ لأُمَّـةِ الإِسْـلامِ نُجْـحُ
أَسِفْـتُ لِحَـالِ أُمْتِـنَـا يُعَـانِي
وَهَلْ يُجْـدِي التَّـأَسُّفُ أَوْ يَصِحُّ
وَإِخْوَتُـنَا بِغَـزَّةَ فِـي حِصَـارٍ
وَيَلْحَقُـهُمْ مِـنَ الأَوْبَـاشِ ذَبْـحُ
بِهِمْ مِنْ أَنَّـةٍ فِي الْقَلْبِ شَكْـوَى
وَبِي مِنْ أَنَّتِي شَكْـوَى وَجُـرْحُ
إِذَا أَخْفَيْـتُهُ فِـي الْقَلْـبِ يَوْمَـاً
وَشَى بِي الدَّمْعُ يَجْرِي أَوْ يَسِـحُّ
فَمَا يُحْصِي ضَحَـايَا الْبَغْي عَـدٌّ
وَمَـا لِعَـدُوِّنَا الدَّمَـوِيِّ كَـبْـحُ
وَهَلْ يَنْجُـو مِنَ الأَعَـدَاءِ قَـوْمٌ
تَسَـاوَى عِنْدَهُـمْ حُسْـنٌ وَقُبْـحُ
وَبُغْيَتُـهُمْ وَمَا مِـنْ شَـكّ فِيـهَا
دَمَـارُ الْمُسْلِمينَ وَلَيْـتَ نَصْحُـو
فَقَدْ نَصْحُـو وَمَا فِي الْعَقْلِ نُـورٌ
وَقَدْ نَصْحُو وَمَا فِي الْعَـيْنِ صُبْحُ
وَفِي التَّـارِيخِ كَـمْ قَـوْمٍ عِظَامٍ
وَغَايَـةُ عَيْشِهِمْ جَمْـعٌ وَطَـرْحُ
فَمَـا أَغَنَـاهُمُ في النَّـاسِ مَـالٌ
وَمَـا أَغَنَـاهُمُ في الدَّهْرِ صَرْحُ
وَلِـلأَيَّـامِ دَوْرَتُـهَــا فَـهَـلا
نَعُـودُ لِرَبِّـنَـا وَإِلَـيْـهِ نَنْحُـو
كَتَبْتُ مِـنَ التَّوَجُـعِ فِي سُطُـورٍ
بِهَا مِـنْ أَنَّـةِ الْعَـانِـينَ شَـرْحُ