و أخيرا
أماطَ اللثامَ
عن وجهٍ كالبدرِ
في اكتمالهِ
في فضاءٍ غارقٍ
بظلمةِ الليل
أشحتُ بوجهي
كي لا يلسعني بهاؤه
حتى اتضحت ملامحه ,, وبقوةٍ
عيناه .... محارتانِ لامعتانِ
يبحران في غياهبِ الليلِ العاشقِ
ثغرٌ ... زينَته ابتسامةٌ ساحرة
أسَرت فؤادي
وأذابت ثلوجَ الشوقِ
سهامٌ انطلقت
لـ تستقرَ بزوايا أوردتي
لـ تُوقفَ تدفقُ
ماءَ الحياةِ بداخلي
قال لي ... ما بك ..
ولمَ تحدقين كالصنم
أرأيتِ شبحاً .... ؟؟
توقفت عقاربُ الزمن
ورَفَضَت قدماي
أن تتقدَم إليهِ
رفعتُ يدانِ متعبتانِ
بشوقٍ جامحٍ
لأحضُنَ ما خِلتُهُ شبحاً
يا إلهي
أيعقلَ أن يكونَ هو ... ؟
من سهرِتُ ليالٍ طوالَ
بانتظارِ قدومهِ
من بكَت .. من بعادِه..
شراييني قبلَ عيناي
ها قد جاءَ
فاردا ذراعيه ليحتويني
لـ يمسحَ دموعَ الفراقِ
عن مقلتي
هرولَ القلبُ إليهِ
قبلَ الجسد
وارتمى بحضنهِ الدافىء
يلتقطُ بذورَ الحبِ
الذي نَمَت أغصانُه
بين ضلوعي
ويروي اشتياقُه
بسيلٍ من قبلاتِهِ الدافئة
يدانِ ترتعشانِ
تطوقُ جيدَه
وخصلاتٍ مبعثرةٍ
تتطايرُ هائمةً
مع هبوبِ رياحِ اللقاء
ها هو الآن أمامي
بروحِه الحانية
وقلبُه الدافىء
يهمسُ بأذني
حبيبتي ... ها أنا ذا ,,
بقربِك ....
فاستكيني
واهدئي يا نفسي
فقد طوقنَي الأمان
( نزف قلمي - ديزيريه سمعان )