عرّافتي العزيزة
هذه كفّي انظريها,
إقرئي خطوطَها
حلّليها ,
أخبريني عن أمسي
وعن غدي,
عن حياتي,,, وما فيها .
*
عرّافتي,,,
لا تشْهرِي عينيكِ في وجْهي
لا ترتعشِي ,
فأنا التي عشْتُ أقداري
وعرفتُ بُرْجي,
وأنا الّتي على كفيَّ حملتُ الجمْر,
وحملتُ على كتفيَّ نعْشي.
*
عرّافتي ,,
لا تتلوّني !!
لا تموتِي ,
لستُ أنا الساحرة أو العرافة
بل أنتِ,
/
أمّا أنا,,
فأنا الّتي شنقتُ نفسي !
وأنا الّتي خنقتُ همسي !
وبيديَّ أضرمْت النار ,
بغدِي,, ويومِي,, وأمسِي !
ليس كفراً
ولا عفواً,
بل هوَ الفداء ,
كيف سأعتذرُ أنا
إلى مَنْ ما فهمَ الفداء ؟؟؟
وكيف تَعتذِر السواقي
الى الرّمالِ في الصَّحراء؟
*
عرّافتي
أين أنتِ ؟؟؟
هل شَردتِ ؟؟
/
أنا التي كنْتُ يوماً بعدَ يومٍ أغرق!
وأقبعُ في قاع البحر,, لأحْرسَ الزّنبق,
وأنا الّتي كلّما كدْتُ أختنق ,,,
علّمتني الصخورُ كيفَ أتنفس ,
وكيفَ أشهق!!
*
عرّافتي
ماذا رأيتِ ؟؟
ماذا قرأتِ؟؟
وماذا تعرفينَ أنتِ ؟؟
/
فأنا الّتي زرعتُ نجوماً في كلِّ الهواء !!
كسرْتُ الظَّلامَ
هزمْتُ الشِّتاء,
ومن الكينا اعتصرتُ شرابي !
وخبأْتُ ضميري في هِدبِ الضياء.
*
عرّافتي
استيقظي,, لا تخْجلي ,
هل غفوتِ؟؟
/
أنا الّتي عشقْتُ صوتَ العندليب ,
وعشقْتُ الشّمسَ في الشروقِ,, وفي المغيب ,
وأنا الّتي جاهدْت عمراً ,,
وما ألقيتُ رأسي مثلك,, على كتفِ حبيب.
|
عرّافتي
لمَ بوجهِكِ عنّي أشَحْتِ ؟؟
أقسمتُ أن تسمعيني
ولو تعبتِ.
/
أنا التي فلحْتُ البحرَ على ضوءِ القمر ,
وزرعْت الياسمينَ,, في عمْقِ سقَر ,
ولبسْتُ فوق السواد,,, أبيضً, ووردّياً, وأصفر,
وحدّثْت أطفالي,, عن أشواقِ عبلة,
وعن بأسِ عنتر.
*
عرّافتي
لا تخافي منّي !
لمَ قمْتِ ؟؟
هل ذَهبتِ ؟؟
/
إسألي عنّي
إذا جاء الصّباح ,
كيف كنتُ أُلملمُ أشْلائي
من قلبِ الرّياح,
وكيف كنتُ أغسلُ وجهي بالدّموع,
وأسبّح الله,, بكاءً ونّواح.
*
عرّافتي
إسألي عنّي
إذا باتَ المساء ,
كيف كانتْ تفرُّ من قلبي عصافيرُ الضِّياء,
وكيف كانتْ على شرفتي تسقط نجوم ,
منتحرةً,, منطفئةً,,,
بلهاء!!!
ماسة