|
( حَسبُكُمْ وَ الزَّمانَ - شِعرًا - وَ حَسبي |
مَا حَبَانِيهِ - دُونَ عَصرِيَ - رَبِّي ) |
صَامِدٌ عِندَما الصُّفُوفُ تَراخَتْ |
رَابِطُ الجَأشِ مُذْ هَوىَ كُلُّ صَحبِي |
فَأَنَا الْــ : مَا تَحَطَّمَتْ كِبرِيائِي |
- وَيحَكُمْ - قَدْ قَطَعتُ وَحدِيَ دَربِي ) |
قِيلَ : ( فَالزَمْ , شَطَطتَ تِيهًا وَ فَخرًا |
وَ تَعَالَيتَ فَوقَ عُجمٍ وَ عُربِ |
نَفَقَ الحَرفُ مُنذُ أَنْ مَاتَ فِينا |
فَارِسُ الشِّعرِ " الطَّيِّبُ المُتَنَبِّي " !! |
قُضِيَ الأَمرُ ؛ لَا تُحَاوِلْ , فَقَبلًا |
جَرَّبَ النَّاسُ جَبرَهُ بَعدَ عَطبِ |
فَجِزافٌ عَناؤُهُمْ دُونَ جَدوَى |
كَطَعِينٍ مُضَرَّجٍ تَحتَ ضَربِ ) |
فَأَجَبتُ : ( القَرِيضُ نَبضُ وَرِيدِي |
وَ عيونٌ حَمَلتُها بَينَ هُدبِي |
فَاترُكُونِي وَ مَا أَرَدتُ - لَعَمرِي - |
لَيسَ فِي الخَلقِ - وَاثِقٌ - مِثلَ قَلبِي |
دَولَةُ الشِّعرِ مِنْ تَصاوِيرِ فِكرِي |
وَ القَوافِي تَمُرُّ نَهرًا بِجَنبِي |
عَرشِيَ الصَّنجُ ؛ أَحرُفِي صَولَجَانِي |
وَ قَرَاطِيسُ الشِّعرِ جُندِي وَ شَعبِي |
وَ صُوَاعِي مِيزانُهُ - لَو نَظَمتُمْ - |
فَادخُلُوا - لَا أَبَا لَكُمْ - بَينَ حِزبِي |
أَبحُرُ الشِّعرِ مَوجَةٌ فِي خِضَمِّي |
وَ دَواوِينُ عِشقِهِ بَعضُ حُبِّي |
فَاسقِنِي الرَّاحَ مِنْ كُؤُوسِ قَصِيدِي |
لَيسَ فِي الشِّعرِ أَكؤُسٌ مِثلَ نَخبِي |
كَالأَزاهِيرَ إِنْ هَوَيتُ , بِسِلمٍ |
بَربَرِيٌّ إِذا أَثُورُ بِحَربِ |
دَافِقُ النَّبعِ , هَادِراتٌ سُيُولِي |
ثَائِرُ المَوجِ عَبقَرِيُّ المَصَبِّ |
وَ لِيَ الشَّرقُ وَ الشُّمُوسُ مَطَايَا |
لِقَوَافِيَّ , وَ العِدا غَربُ غَربِي |
ثَكِلٌ , خَائِرُ العَزِيمَةِ خِصمِي |
نَادِمٌ , بَائِسٌ ؛ مُحَطَّمُ وِربِ |
هَالِكٌ مَنْ عَلَى قَصِيدِي تَمَادَى |
وَ فَقِيدٌ مَنْ جَاءَ يَطلُبُ شَطبِي |
لَيسَ مِنْ طَائِرٍ يُحَلِّقُ فَوقِي |
فَأَنَا النَّسرُ وَ الدُّنَى بَعضُ زُغبِ |
فُقتُ بِالشِّعرِ كُلَّ مَنْ سَبَقُونِي |
قَبلَ أَنْ أَسبِقَ الأَنَامَ بِطِبِّي |
قَدْ كَفَانِي الطُّمُوحُ عِزَّ خِتَامٍ |
لَو عَلَى قَافِيَاتِ شِعرِيَ نَحبي ) |