أخى عمر الراجى
والله ما أردت إلا أن تطيب نفسك
أما عن القصيدة فقد أشرت أن فيها شاعرية فطرية
وبها صور بديعة رائعة
ولكن
***
جاءت القصيدة على بحرى الكامل والوافر
وهذا لا يجوز فلابد ان تكون القصيدة على بحر واحد
***
كما أن...
*ترو=أظنها تروا
*(فلم العجائب)=أظنك تقصد (فلم العجب)
وشتان الفارق بينهما
*(وجه الخطيئة مبهما)
أظن الصورة قد إبتعدت بك هنا إلى ما لا يوافق المعنى
فلو كان وجه الخطيئة مبهما لما كان هناك داع لتعجبك
ولكن الخطأ معروف والصواب معروف والحلال بين والحرام بين
*(فلم البكاء لطالما)
هنا تضمين والتضمين مصطلح يطلق على
*الإقتباس وهذا مستحسن
*تعلق الكلمة الأخيرة من البيت الشعرى أو السطر الشعرى بالبيت الشعرى أو السطر الشعرى الذى يليه وهذا معاب وهو ما وقعت فيه هنا
***(قهرت نداءات الغريق)
وهنا الفعل قهر ولا أظنه يناسب الصورة يا أخى فالقهر ظلم وتسلط ولا أظن نداءات الغريق يمكن أن تُظلم
أو أن يقع عليها قهر حتى وإن تجاهلها منقذ فلا يعد ذلك قهرا
*(عجبا لمن أبدى الدنية فى العرب)
وهنا يا أخى الفعل (أبدى) والمفعول (الدنية) والفعل (أبدى) يعنى أظهر وبين شيئا موجودا بالفعل ولا أظن ذلك ما تقصد وإلا فكيف كانت خير أمة أخرجت للناس؟؟؟!!!
*(كالذل أصبح عالما قرأ الرسائل فى غضب وجرا يسابقه العتب ويقول خزيا يا عرب)
تأمل معى هذه الصورة يا أخى
وهنا محورنا هو الذل الذى أصبح عالما ,, قرأ الرسائل ,, غضب ,, عاتب ,, ..... إلخ
ولا أظن هذه الصورة مستساغة أيها الكريم فما كان لهذه الصورة ان تكون للذل
*كما أن جرا=جرى
((أيا وطنا هنا للتيه والأوزار ...)
هنا انتقلت من البحر الكامل إلى البحر الوافر
مساءتنا=أظن هنا خطأ مطبعيا وأظنها (مساوئ)
ثم كان بعد ذلك تدفقا شعريا وموجا لم تستطع إبطاءه
(أيا وطنا هنا للتيه والأوزار لم
نعلم مساءتنا قبيل النكبة
الأولى قبيل الصمت في
وطن يعاتبنا
ويتركنا
كألوية من الماضي قد اندثرت
وقد
هُدت بأعرافٍ
من الاهوت ياوطني متى تنساق في
الأشعار كي ترنا
بتابوتٍ من الأشلاء كي تذرَ العروبة موطناً آخرْ)
فكانت صورة جميلة بديعة رائعة
ولكنى كنت آمل أن تكتب( آخرا) بدلا عن (آخر)
***وتارة لحظة أخرى:
إما تارة أو لحظة فواحدة تكفى
وأرى ان البلاغة هنا فى الإيجاز
*(وتُقلب صورة الموتى
وتصبح دولةً عاشت
لغير الحرب إسرئيل
فتوقد تارة أيوب
وتارة لحظة أخرى
سيظهر بيننا قابيل
فنكتب في شقاء الموت أوطاناً
ونتكتب أننا هابيل
نرى وجها من التنكيل
وأسرارا تخدرنا
صبابتٌ من الشرفِ
وألوية من الماضي
وقبلة ناسك يفنى
فيسأم موتَه التبجيل )
وهذا ما قصدت به
شاعرية فطرية تكتب الشعر
فقد أحسنت هنا وأبدعت
فى الإشارة إلى موروثك الثقافى والدينى
ولكن
إسرئيل=إسرائيل
صبابت=صبابات وإلا لما استقام وزن الوافر
(وقبلة ناسك يفنى فيسأم موته التبجيل)
أحسنت ختام القصيدة وهو ما يفسر العنوان (صكوك الموت) الذى كان موفقا جميلا ولم يفضح القصيدة وإنما أشار وربط خيطا لمن أراد أن يتبع وكان ذلك الموت هو الغرض المرجو بعد أن سأم الناسك فأراد تقديم الصكوك كـ (صكوك الغفران) لا للغفران وإنما للموت والخلاص
هذا وعذرا إن فاتنى شئ فإنى والله على عجل وأرجو ألا تكون كلماتى قد أزعجتك فإن بداخلك شاعر يتطلع إلى الأفق وفى انتظار الخروج للنور ,,, فى انتظار جديد هذا الشاعر
تقبل تقدير أخيك ووده
وائل القويسنى