أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ستوكهولم

  1. #1
    الصورة الرمزية محمود موسى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 39
    المشاركات : 836
    المواضيع : 170
    الردود : 836
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي ستوكهولم

    ستوكهولم
    (عزفٌ على المتلازمة)


    أحيانا..
    يَحْمِلُكَ الوقتُ على أن تَكْسِرَ ظَهرَ العادةِ
    تَصنَعَ من صَلصَالِ العُزلةِ بيتَ النّور..
    سَجّانُكَ لا يعرفُ هذا..
    ليس ضروريًّا أصلا أن يَعْرِفَ هذا..
    فهو القادرُ أن يُحكِمَ إغلاق البابِ
    يُطوّق وَعيَكَ..
    حتى بذراعٍ مبتُور
    يوقِنُ أنك يا طِفلِي لو تُضمرُ شَكًّا
    لجَرَيْتَ إلى البابِ تُمزقُ خيطَ القهرِ
    تزلزلُ أركانًا.. وتَثور..
    يوقنُ أنك تملكُ مخزونًا للخوفِ وضعفا
    يكفيكَ ويُسْمِنُ أحشاءَ العزلةِ
    ولدَيْهِ المخزونُ الأكبرُ
    مِن أورامِ مطامِعِهِ.. وأذًى.. وغرور..
    لو وافاهُ العِلمُ بأنَّ بذورَ الألفةِ
    يرويها الوقتُ لَما أوجسَ
    أو هَدَّدَ
    أو داعَبَ في مزمارِ الحلقِ على الفورِ
    مقاماتِ زئير
    إحقاقا.. فدجاجةُ صَمتِكَ أكبرُ ما ترعاهُ حَظيرتُهُ
    إذ كانَ يَبِيضُ الصمتُ الذهبَ الخالصَ
    في حِجرٍ يترقبُ..
    أكرمْتَ لئيما فاحتلبَ الضرعَ لأجلِكَ
    كي تُهدَى ألبانَ القحطِ بآنيةِ الإشفاقِ
    فإما تَصرُخُ حين الفقدِ
    وإما يصرخ بعد هلاككَ مَن فقدوك..
    مَن تابعَ ممشاكَ سيَعرفُ:
    كَم حالفك القدرُ المتقَنُ
    كي تتجنبَ لُغمَ الطاعةِ لو سارت عمياءَ
    محاذاةً للفخِّ تُوالي بيت الرُّعب..
    وخَصيمُكَ –عَرّافُ الجُرمِ- دَوالَيْكَ يخططُ:
    اليومَ خمورٌ
    وغدا نقضي ساعاتٍ نمتصُّ دماءَ العُشب..
    مَن يدري؟
    فلعل دموعكَ تسقي زهرتهُ الزرقاءَ
    فتصحو أنسجةٌ للإنسانيةِ غازلةً لخلايا الحب!
    يتآكلُ إسهامُ القسوةِ
    حتى يغدوَ شلالا مِن دُونِ مَصَبّْ..
    وتراهُ على الفورِ تحَوّلَ حارسكَ الليلِيَّ
    وأُجهِضَ فيه الوحشُ ومَدَّ يَدَيْهِ لينشِلَ دمعكَ
    -إشفاقًا- مِن قاعِ الجُبّْ.
    لكن مهلا..
    هل يسهلُ إخلاءُ سبيلِ الفرعِ المارقِ
    مِن أشجارِ الشوكِ وهل تتركهُ العصبةُ
    يفلتُ من بيتِ الطاعةِ
    أو يَثقبُ في غير مبالاةٍ رئة الإجرام؟
    هل يُسمحُ للطلقةِ أن تختار جناحًا
    وبموجبهِ تتخير مسلَكَها بعد القفزِ
    مِن الفُوَّهةِ العليا للآثام؟
    لا أتوقع..
    من يثقب سقفا لذَويهِ سيَعْلَقُ فيهِ
    ومن يَحرق للسائر عمرا..
    لم يَسلَم مِن طمع الحاجةِ
    كالقابضِ بالكَفّ الواثقِ.. يعصِرُ جَمرا

    -
    محمود موسى – 2 أبريل 2011




    facebook.com/mousapoet

  2. #2
    الصورة الرمزية عمار الزريقي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : Sana'a
    المشاركات : 1,738
    المواضيع : 86
    الردود : 1738
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    يسرني أن أكون أول المارين هنا أيها الجميل محمود مرسي

    فدجاجةُ صَمتِكَ أكبرُ ما ترعاهُ حَظيرتُهُ
    إذ كانَ يَبِيضُ الصمتُ الذهبَ الخالصَ
    في حجرٍ يترقبُ..
    أكرمْتَ لئيما فاحتلبَ الضرعَ لأجلِكَ
    كي تُهدَى ألبانَ القحطِ بآنيةِ الإشفاقِ

    جميل هذا النص .
    فيه شاعرية تنبئ عن أصالة وتمكن
    شدني كثيرا في النص المزاوجة بين الألفاظ كـ( دجاجة الصمت ، لغم الطاعة ) وغيرها كثير
    لك مني أصفى كئوس المودة
    تحياتي
    وطني أيها المُسَجّى أمامي .... قسماً لن أخون , إن لم تَخُنّي

  3. #3

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    تعجبني صورك بما تتربع عليه من مساحة خيال واسعة
    وانسياب جرسك محكوما بلغة قوية وواثقة

    وهذا الحس الأبي يسوس الحرف

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية محمود موسى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 39
    المشاركات : 836
    المواضيع : 170
    الردود : 836
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الزريقي مشاهدة المشاركة
    يسرني أن أكون أول المارين هنا أيها الجميل محمود مرسي

    فدجاجةُ صَمتِكَ أكبرُ ما ترعاهُ حَظيرتُهُ
    إذ كانَ يَبِيضُ الصمتُ الذهبَ الخالصَ
    في حجرٍ يترقبُ..
    أكرمْتَ لئيما فاحتلبَ الضرعَ لأجلِكَ
    كي تُهدَى ألبانَ القحطِ بآنيةِ الإشفاقِ

    جميل هذا النص .
    فيه شاعرية تنبئ عن أصالة وتمكن
    شدني كثيرا في النص المزاوجة بين الألفاظ كـ( دجاجة الصمت ، لغم الطاعة ) وغيرها كثير
    لك مني أصفى كئوس المودة
    تحياتي
    يسعدني أكثر أن تكون البداية بمصافحتك الطيبة أخي الكريم
    لك المودة بقدر ما حمله مرورك من صفاء