ستوكهولم
(عزفٌ على المتلازمة)
أحيانا..
يَحْمِلُكَ الوقتُ على أن تَكْسِرَ ظَهرَ العادةِ
تَصنَعَ من صَلصَالِ العُزلةِ بيتَ النّور..
سَجّانُكَ لا يعرفُ هذا..
ليس ضروريًّا أصلا أن يَعْرِفَ هذا..
فهو القادرُ أن يُحكِمَ إغلاق البابِ
يُطوّق وَعيَكَ..
حتى بذراعٍ مبتُور
يوقِنُ أنك يا طِفلِي لو تُضمرُ شَكًّا
لجَرَيْتَ إلى البابِ تُمزقُ خيطَ القهرِ
تزلزلُ أركانًا.. وتَثور..
يوقنُ أنك تملكُ مخزونًا للخوفِ وضعفا
يكفيكَ ويُسْمِنُ أحشاءَ العزلةِ
ولدَيْهِ المخزونُ الأكبرُ
مِن أورامِ مطامِعِهِ.. وأذًى.. وغرور..
لو وافاهُ العِلمُ بأنَّ بذورَ الألفةِ
يرويها الوقتُ لَما أوجسَ
أو هَدَّدَ
أو داعَبَ في مزمارِ الحلقِ على الفورِ
مقاماتِ زئير
إحقاقا.. فدجاجةُ صَمتِكَ أكبرُ ما ترعاهُ حَظيرتُهُ
إذ كانَ يَبِيضُ الصمتُ الذهبَ الخالصَ
في حِجرٍ يترقبُ..
أكرمْتَ لئيما فاحتلبَ الضرعَ لأجلِكَ
كي تُهدَى ألبانَ القحطِ بآنيةِ الإشفاقِ
فإما تَصرُخُ حين الفقدِ
وإما يصرخ بعد هلاككَ مَن فقدوك..
مَن تابعَ ممشاكَ سيَعرفُ:
كَم حالفك القدرُ المتقَنُ
كي تتجنبَ لُغمَ الطاعةِ لو سارت عمياءَ
محاذاةً للفخِّ تُوالي بيت الرُّعب..
وخَصيمُكَ –عَرّافُ الجُرمِ- دَوالَيْكَ يخططُ:
اليومَ خمورٌ
وغدا نقضي ساعاتٍ نمتصُّ دماءَ العُشب..
مَن يدري؟
فلعل دموعكَ تسقي زهرتهُ الزرقاءَ
فتصحو أنسجةٌ للإنسانيةِ غازلةً لخلايا الحب!
يتآكلُ إسهامُ القسوةِ
حتى يغدوَ شلالا مِن دُونِ مَصَبّْ..
وتراهُ على الفورِ تحَوّلَ حارسكَ الليلِيَّ
وأُجهِضَ فيه الوحشُ ومَدَّ يَدَيْهِ لينشِلَ دمعكَ
-إشفاقًا- مِن قاعِ الجُبّْ.
لكن مهلا..
هل يسهلُ إخلاءُ سبيلِ الفرعِ المارقِ
مِن أشجارِ الشوكِ وهل تتركهُ العصبةُ
يفلتُ من بيتِ الطاعةِ
أو يَثقبُ في غير مبالاةٍ رئة الإجرام؟
هل يُسمحُ للطلقةِ أن تختار جناحًا
وبموجبهِ تتخير مسلَكَها بعد القفزِ
مِن الفُوَّهةِ العليا للآثام؟
لا أتوقع..
من يثقب سقفا لذَويهِ سيَعْلَقُ فيهِ
ومن يَحرق للسائر عمرا..
لم يَسلَم مِن طمع الحاجةِ
كالقابضِ بالكَفّ الواثقِ.. يعصِرُ جَمرا
-
محمود موسى – 2 أبريل 2011