|
بسمِ الذي جَعَلَ الفؤادَ مدوَّرا |
وأحاطهُ عاجاً طريّاً أزورا |
وأتاهُ من كلّ الجهاتِ منافذا |
كي لا يحارَ ولا يكونَ مسيرا |
فإذا البطينُ انسدّ عن ضخِّ الهوى |
حنّ الوتينُ وسالَ وجداً أخضرا |
ما راقَ لي ماءٌ سواكِ ولا اشتهى |
عنكِ الفؤادُ من المنابعِ كوثرا |
أنا في غرامكِ راسخٌ متشبِّثٌ |
قلبي تعمّق في هواكِ، تسمّرا |
فإذا جلستُ إلى النساء بمرّةٍ |
فسحرنَ من ألقِ الجمالِ المعشرا |
وأطرنَ من عصفِ الدلالِ عقولهم |
وتركنهنَّ على الأرائكِ صرصرا |
لا استريحُ إلى جمالٍ مغرَماً |
حتى يطلُّ عليّ وجهُكِ مقمرا |
فأذوبُ في كأسِ المشاعر خمرةً |
وأذوقُ من ثَمَرِ المحبّةِ سكَّرا |
وأطيرُ في جوّ الهيامِ حمامةً |
وأحط فوق غصونِ نبضِكِ مُوثرا |
فإذا انتشيتُ يدرُّ قلبيَ بهجةً |
ويشعُ حباً صافياً ومكرّرا |
وأصيرُ في جَسَدِ المكانِ حديقةً |
استمرأت قبلَ الأوانِ فأثمرا |
يا أنتِ يا شهدا مصفّىً من ندى |
ورحيقَ زهرٍ لا يزالَ معطّرا |
الحبّ فيكِ يعيشُ عصراً زاهراً |
ما عاشهُ قبلَ انسدالِكِ في الورى |
أنتِ النساءُ تزينهنَّ أنوثةً |
وتزيدهنّ منَ البهاءِ المبهرا |
ووجوههنّ سواكِ وجهٌ واحدٌ |
مهما تلوّن بالرؤى وتغيّرا |
أنتِ الوحيدةُ في الجمالِ تعددّت |
وجهاً وقلبكِ ثابتٌ لم يَفتِرَا |
عربيةٌ، غجريةٌ، حضريةٌ |
شرقيةٌ في الحبِّ .. روحكِ مشترى |
فتوحّدي فغدا أجيئكِ حاشداً |
شعبَ المشاعر نحوَ وجهكِ عسكرا |
قرّرتُ أفتح فيكِ ألفَ مدينةٍ |
وحضارةً منسيةً كي تظهرا |
وأعيدُ تصحيحَ الغرامِ محقّقا |
ليعودَ قلبكُ في المشارقِ منبرا |
فأنا ابنُ هذا النيلِ جدّيَ غيمةٌ |
وإذا انسكبتُ الأرضُ تصبحُ مرمرا |
وسليلُ ضوءٍ إن أردتِ به هدى |
ألقيهِ في قلب الغواية جوهرا |