--------------------------------------------------------------------------------
أكـــاد مـــن لـوثــة الايـــام أخـتـنــق
يهـدّنـي الـوجـع المـحـمـوم والـقـلـق
مـــاذا دهـانــي فـأحـلامــي مـبـعـثـرة
على رصيف الهوى سكرى بها شبق
تـيــه وأسـئـلــة حـمـقــاء تـأسـرنــي
حـتـى يضـيـق عـلـى آلآمـنــا الافـــق
فــلا الـوجـوه وجــوه كـنـت أعرفـهـا
نـاس سكـارى بمـا شقّـو ومـا رتقـوا
بــلا عـقـول فـعــال ضـــلّ مقـصـدهـا
أذا تنـفـس ريـحـا بعـضـهـم شـرقــوا
كـأنـنـا قـــد خُـلـقـنـا نــــار مـجـمــرة
لا تنطـفـي عمـرنـا للـمـوت نسـتـبـق
موتـي علـى كتفـي مـا زلــت أحمـلـه
يـغـفـو ويـوقـظـه الافّـــاق والــنــزق
خلـفـي لـيـال مـريــرات بـهــا عـنــت
ومــا أزال بوجـهـي سُـــدّت الـطــرق
كيـف الـوصـول الــى ليـلـى أعانقـهـا
ودونــهــا وطــــن بـــــالآه يـغـتـبــق
يـا شجْـرة الآس مــاذا فــي حديقتـنـا
قـد ضــاع مـنـك عـلـى أيامـنـا عـبـق
عصفـورة الحقـل مـا غنّـت بدوحتـنـا
ولا آستراحت..على الاغصان تحترق
ولـــم يـغــنّ لـنــا نـاعـورنــا طــربــا
ولا النـوارس فــي الشـطـآن تنطـلـق
كــل الـوجــوه ألـيــف حـزنـهـا ثـمــل
وفـــي القلوبـعـلـى عـلّاتـهــا حــــرق
فـــلا اللـيـالـي لـهــا كـــفّ تبـاركـهـم
والشـمـس غائـبـة والـدمــع مـنـدلـق
يــا دهــر يــا وجـعـا يـعـدو فيتبـعـنـا
أيـن الصبـاح وأيــن الفـجـر والفـلـق
مالي أرى الناس غير الناس أوجههم
مثـل الـوحـوش فــلا ديــن ولا خـلـق
كـأنـنــا بــشـــر تـاريـخـهــم كـــــذب
محـض آفتـراء عـلـى الايــام يُختـلـق
يـا شهقـة مـن ضيـاع العمـر تخنقـنـا
حتـى مَ نبقـى عـلـى الـعـلّات نختـنـق
خرائـط الوجـع الممـتـد فــي جـسـدي
تمـتـد نـحـو سـمــاء أهـلـهـا زُهـقــوا
كـــأن أحـمــد لـــم تـنــزل شـريـعـتـه
ولا بـمـكـة ضـــاع الـنــور والـعـبــق
الانبـيـاء جميـعـا هـــا هـنــا صُـلـبـوا
والصادقون بحبل الصـدق قـد شُنقـوا
عشـرون عامـا صـديـق يـدّعـي ثـقـة
يخـون صحبـا قدامـى بعـدمـل وثـقـوا
الـنـاس أشكالـهـم فيـمـا نــرى بـشـر
وجوهـر البعـض مـذمـوم بــه خــرق
منـافـقـون صـعـيـد الارض يمـقـتـهـم
حتـى القبـور لمـا قالـوا ومـا فسـقـوا
منـافـقـون عــلــى أشـداقـهــم دمــنــا
والكـاذبـون اذا قـالـوا فـقــد صُـدقــوا
يـا دهـر كـم فيـك مـن جــرح نكـابـده
وكـم علـى وجــع نمـضـي وننصـعـق
خيـانـة الصـحـب والاخــوان كـارثــة
لكنهـا خلـق فـي الـنـاس مــذ خُلـقـوا
ويـمــكــرون ومــكـــر الله غـالـبـهــم
يـردّكـيـدا فـيُـلـوى الـــرأس والـعـنـق
فــي لحـظـة مالـهـم عــذر فيسعفـهـم
الا السكوت وخفض الطـرف والعـرق
لاهـمّ مـن يسمـع الشكـوى وينصفهـا
الاك يــا مــن بــه فــي حالـتـي أثــق
لاهـــمّ أنـــت معـيـنـي والـدنــا كـــدر
رحمـاك خـذ بيـدي وحــدي سأنـزلـق
رحمـاك رحمـاك لا نرجـو سـواك لنـا
وآلحق ركابي بمن مـن قبلنـا سبقـوا