السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية حُب للقائمين والمشاركين في هذه الواحة البديعة
وشُكر ومودّة خاصة لأخي وأستاذي / خميس لُطفي
الذي دلّني على هذا المُلتقى الرّائع
وكُل عام وأنتم بخير
مُصافحة أولى
الهارب من العنبر
0
لا تقتربي منّي أكثرْ فأنا جَوعانٌ أتضوّرْ
0
أخشى أنْ تكتشفيْ أنّي مجنونٌ فرّ من العنبرْ
0
يقفزُ عن شُرفات المعنىْ لا يُمكنه أنْ يتغيّرْ
0
والمُستشفى تبحثُ عنّي تنشرُ أوصافي في المَخفرْ !
0
0
0
هل عندكِ فائضُ أحلامٍ أمضُغها وبها أتصبّرْ ؟
0
هل عندكِ حُبٌّ مُهترئٌ أفرده وبه أتدثّرْ ؟
0
فالبردُ تسلَّل لعِظاميْ وغزا أعصابي وتَجذَّرْ
0
0
0
ولماذا قلبُكِ آنستيْ لا يدفعُ لجُنوني أكثرْ ؟
0
ألأنّي والغُربةُ لُغمٌ دُستُ على ذاتي ، فتفجّرْ ؟
0
0
0
ألأنّي من دُون الدُّنيا أدخلُ لبلادي من مَعبرْ ؟
0
وأُقيمُ على قارعة المنفى ؟ والمنفى في قلبي أكبرْ ؟
0
ولهيبُ جِراحي مدفأتي وبه أنصهرُ وأتبخّرْ ؟
0
0
0
لا تقتربي منّي أكثرْ فأنا مُنذُ الغُربة أخطرْ
0
قد أبدو طفلاً لكنّي في الواقع كهلٌ يتنكّرْ
0
وَصل إلى قمّة حكمته ثُمّ بحجر الحُبّ تعثّرْ
0
سَقطَ إلى بِركةِ خيبته وتَشبّعَ حُزناً وتبلورْ
0
0
0
وأُحاولُ أنْ أبقى مَرِحاً والغُربةُ في زِيّ العسكرْ :
0
تتجلّطُ داخلَ أوردتي وتَسدُّ الشّريان الأبهرْ
0
تَنفثُ في الرّئتين دُخاناً تَمتصُّ من الجسد السُّكّرْ
0
0
0
لا تقتربي منّي أكثرْ جُنّ القلبُ وقد يتهوّرْ
0
قد يقعُ بحُبِّكِ آنستيْ وإذا وقعَ فقد يتكسّرْ
0
وأعودُ إلى العنبر قِطعاً وبحُقنة صمتٍ أتخدَّرْ !