(1)
عبرت إلى مواجع حزنيَ الممتد في كبدي
بلا موعدْ
كعصف الريح أج رمادةَ المَوْقِدْ
أنا يا بلبلَ الأحزانِ مصلوب على الشطآنِ
لست بمبحرٍ في اليم والجلاد قبطاني
ولن ارتاد فلك الشمس قبل سقوط أدراني
أكاد أموت من كمدي وأنسى منه عنواني
وبحر مواجعي يُزْبدْ
ألوذ بهدوة الداجِي ... و بالمَرْبدْ
***
رَوَيْتُ ترابَها كي تزدهي الأرضُ
عسى أن يزهر الروضُ
وتغدو عاصفات الريح نفحةَ فاغم الزَهَرِِ
وتمتد الأكف البيض تجني يانع الثمر
فعاجلني الردى قدري
تموت براعمي في ليل أقبيتي
ويخبو لحن أغنيتي
على أعتاب سجاني
أعود لشاطئي محزونُ كبل خطوتي الرَمْضُ
فلا وترابك الطهرُ
و شطؤ زروعك الغضُ ...
أنا نبضُ !
***
تركت مواجع الامس
وعصفَ الريح للبؤس
وكل بضاعة في السوق مزجية
أنا ابن اليوم والأحلام وردية
وتلك بضاعتي (الأصنام) مشرية
من الشرق إلى الغرب
وكل مواطن الأعراب ... اصلية
افصلها على القيس
ولا أخشى عليها ضرائب (المكس)
***
يتبع
(2)
هنا صنم
عجينة طينه صلصالنا البلدي!
سليل الخصب
(عشتاروت) جدته
وقالوا: جده (بعل),
يموت فتجدب الأصقاع
لا قمح ولا مطر فيغسل سحنة الفقر
وتمسك ماءها الغدران
مثكلة فلا يجري
سنون سبعة تمضي
عجاف من شقا العمر
ويحيى سبعة اخرى
ليغدق خيره الجدولْ
ويزهو في الربى السنبلْ
كذلك كان يمضي حينه (بَعْلُ)
مضى دهر
مضى في إثره دهر
وجاء حفيده الألفُ
سنونٌ كلها عجفً
ووجه الأرض مكتفُّ
وبات صعيدنا جرزاً
إلى الابد !
(3)
وهذا الجِبْتُ عَبْدُ ( البابِ)1
(عكا) قبلة الآباء و (التلمودُ)2 دعواهُ
تَحَدَّرَ من (اَحِشْوِيْروشُ)3 وهجُ النارِ يرعاهُ
شلاماً أيها القوم
وأخلد فيكم النوم
وتسعة عشرةٍ عامٌ
وتسعة عشرةٍ شهرٌ
وتسعة عشرةٍ يومُ
وكل نساء هذي الارض فاكهة
ويحلو الشمُّ والقضمُّ
ولا تحلو لك الأمُّ
وهذا العمر فاحياه
كما تهوى
فسعد الروح مَسْعَدُهُ
وإن تشقى فشقياه
وما اُخراه إلاهُ
شلاماً أيها العُرْبُ
وكيف تؤجج الحرب
وابن العمِّ حاخامُ
فلا نامت شوارع غزة يوماً
على سلم
ولا أطفالها ناموا
وفار الرجس
في ارجاء ارض الطهر رباه !
1- الباب اسم مؤسس البابية ادعى النبوة ثم تأله وله اتباع في عكا في فلسطين
2- اَحِشْوِيْروشُ ملك ملوك الفرس اعطى اليهود صك الخلاص من السبي البابلي ( التوراة \ سفر استير )
3- التلمود تفاسير وشروح التوراة
(4)
و ذا فرعون هذا العصر
رب ربوبه ( ستُّ)4
زكي الأصل عرق كله جِبْتُ
ويحكى ان (هِيْرودُسْ)5
أتاه طائف في الحلم
مزقه وأحرقه
وذر رماده في طينةِ العُهر
وعمدها بماء النيل و النهر
فلم تبتل بالماء
فبلل من دم الاطفال طينَته
وشَكَّلَ (سِتُّ) هيأتَهُ
وانضج شكلَه الوقتُ
كذلك صار فرعوناً
وهيرودوسُ سحنته
وقدم غزةً - إرضاء (صالومي) - هديته
وبارَكَ جودَه الأعرابُ والصمتُ !
1- سِتْ اله الشر في الميثولوجيا المصرية
2- هيرودس ملك يهودي قتل نبي الله يحيى إرضاءً لعاهرة