ليتك تحبني...
مثل هبوط الليل لا يتأخر....
مثل قسوة الصحراء لا تتبدل....
مثل براءة الأطفال لا تكبر....
ومثل الموت بلا مفر....
ليتك تحبني...
وتحمل إلي وعوداً ومستقبلاً أنتظره...
وتعلمني أمنية أعيش لأجلها...
وتحول أوقاتي إلى شوق ومعاناة...
وشغل وإرهاق...فأنام قريرة العين من التعب....
ليتك تحبني...
وتزرع في روحي سنابل تراقص النجوم...
وتحول أنفاسي إلى شواطئ رملية...
وتحول أفكاري إلى أمواج مشتاقة...
وأصبح إنسانة...
ليتك تحبني...
وتخلصني من شجون تقاسمت أجزائي...
ولم تبق لي وطناً أو ملجأً يأويني...
وراحت تظلمني وتسقيني سموم الشقاء....
وتذيقني كل طعم للهم...
وتمارس عليّ كل طريقة للموت....
ليتك تحبني...
وتمنحني حلماً أنتظره بشوق في المساء...
وفرحة في الصباح أصارع الليل لأجلها...
وتكسر كل تعويذة للجنون تقلدتها منذ الصغر...
وكل الخرافات والدجل...
وتهديني من جديد إلى طريق الحياة...
ليتك تحبني...
وتمنح قلمي دماً وروحاً...
وتصبح صفحاتي بلا قبور...
وأعانق بك الأنس...وأشمّ فيك الأمن...
وأتخذ من قلبك بيتاً لتشرّدي...
ومن عينيك منارة لسفينتي...
ليتك تحبني...
وتنهي بذلك عصر الظلام...
وتشرق بحضارتك على جهلي...
وتلملم آلامي لتصنع منها امرأة عظيمة...
وأكتفي بك من دنياي لتصبح كوني...
فلربما عندها أحبك....