و يكأن الصباح بالطيب و الجمال و الريحان يلون حياتي
و يكأن المساء بالحزن و الانكسار يغمر الأشياء
صوتك هذا المساء لم أسمعه،لم أتبين شفقا أحمر في السماء، خبا تلألأ النجوم
أحسست بها بعيدة سحيقة و بريقها خافت ،نورها شاحب ضئيل
تهامس سكان الكواكب الأخرى : ما بالها؟
ملأت صباحنا زقزقة و هديلا ، وفي المساء خيم الصمت ثقيلا باردا ؟؟؟
صوتك لم اسمعه هذا المساء ،لم تقبلني كلماتك الجميلة،لم تقل لي اليوم :أحبك حتى تقوم القيامة ؟؟؟
ذاك الصباح الجميل أخبرتني أنني زادك اليومي ،قلت لي: معي تعيشين خلجاتي و سكناتي يا سمكة تسبح في شرياني
و أنا ...أنا كما احبك جدا صدقتك و اغتذت روحي بهذه العبارة كما فعلت مذ عرفتك روحي، اغترفت منها أملا و نسغا لازما لتغذية دمي
لكن....صوتك لم اسمعه هذا المساء !
أشرق القمر فضيا جميلا،لمحني ساهرة مسهدة فنزل من عليائه ،اتكىء على مدخنة دارنا،بدا كإجاصة متلألأة شهية
سألني : ما الخطب؟ لم يجتاح الحزن عالمك هذا المساء ، أيتها العابقة فلا و ياسمينا
حدثته عني و عنك و عن تلك الاوضة المنسية ، مكان يسهر بينما تنام كل بيوت الأرض
نزف دموعه القمر ،تأوه القمر ، ما أجمل العشاق ! قال القمر.
ربت على كتفي القمر،قال لي: صغيرتي لا تحزني ..زرته قبل أن آتيك،كان يكابد آلام الجوى و البعاد....مثلك تماما....هو أيضا مسهد مؤرق لا ينام
حقا أنت تعاني آلام البعد عني كما أنا؟؟؟إذاً تحبني؟؟؟ما أجملها من بشرى يأتي بها القمر رسول المحبة!
صوتك هذا المساء لم أسمعه ....لكنني أعشقه، أهواه ، هو أغنيتي السرية و نشيدي الخاص ، يهدهدني حتى أنام
يا لجمال صوتك يا أنت ! حتى لو اسمعه هذا المساء...