|
أحبك كل الناس يا درة الشرقِ |
أيا من لها الوجدان في شدة الشوقِ |
ويا نبضة الخفاق في روضة المنى |
ويا همسة الأحباب ملهوفة العشقِ |
سطرتك بالتلميح بالشعر تارة |
كتبتك بالتصريح بالصدق والحقِ |
وأشرقت الأبيات بالحب ترتدي |
غلالة بوح باهر الشدو والدفقِ |
لتنبي عن الأشواق فاضت بمهجتي |
خريدة نبض الحب من رقة الخفقِ |
بحبك نبض القلب في شدو عزفه |
لحون جمال الوصف طاهرة العبقِ |
وباح فؤاد العشق بوح وداده |
بهمس سلاف الحب بالأمن والرفقِ |
وكان لها الإعزاز في كل وجهة |
ودام لها الإجلال من سائر الخلقِ |
وفاض بها الإغداق من بسط رازقٍ |
أباح بها الخيرات بالفضل والرزقِ |
يسوق مياه النيل تجري بوفرة |
تؤم رحاب الجُرْز بالنبت والفلقِ |
تعم فجاج الترب تسري بجوفها |
لتسكن عند الجذر في ملتقى العمقِ |
وتبلغ حد المزج في عذب لذة |
تسيل بها الأهداب محبوبة الشقِ |
تهز بطون الأرض هزة عرسها |
فتحمل روض الخير في رحم البثقِ |
وتعلن زحف الحسن في كل ساحةٍ |
تضم مروج الدوح معلومة الفرقِ ! |
عشقتك عشق المغرمين بجنة |
تتيه بها الأرجاء عالية الفوقِ |
وأعلنت حبي لا أخاف ملامة |
أيا من لها التحنان بالطهر والصدقِ ! |
وإن كان بالوجدان للحب موضعٌ |
فأنت هدى الحيران بالبرق والودقِ |
نسجت لك التحنان بوحا موشحا |
بتبر شذا الإحساس من وارف الذوقِ |
وكنت إذا الأطيار غنت بجانبي |
قصيدة عشق النيل تنساب في عرقي |
أردد شدو الطير يهتز خافقي |
كمثل رحيق الزهر بالودق والبرقِ |
فإن تخوم العشق في جوف مهجتي |
تزيد مع الأسفار عن موضع الطوقِ |
وتشعل بالوجدان عندي مع النوى |
وقود فوات الوصل بالقسر والحرقِ |
فإن خلايا الحب في هجر أرضها |
تكون بها الأغلال بالكبت والرقِ |
يكون من الآلام بالبعد مشربي |
ومنه مع الآهات مستودع الطَّرْقِ |
أُشَتَّت بالهجران في كل بلدة |
وأشخص صوب البدر بالحزن والطهقِ |
أجوب سقيم النفس أنحاء غربة |
لعل نسيم القرب ينثال في صفقي |
فأنتِ شغاف القلب في عمق نبضة |
تضخ لك الأشواق يا فخمة العتقِ |
فروضك حصن الأمن في رغد عيشتي |
وعزك تاج المجد قد لاح من فوقي |
أظلل فيه العمر من نضر أيكة |
بحقل سنا الإنتاج بالكدح والعزقِ |
وأفرش سطح البيت من طهر غلتي |
تطيب شذا الأفنان من ناضر العذقِ |
وأسكب فيك الشعر يجري بأبحرٍ |
تفيض بها الأوزان صادقة النطقِفيا |
فيا من بها الأحباب حلوا بألفة |
يرون بها الآثار في أمتع الطفقِ |
ويكثر فيها المشي في كل بقعة |
ويحسن فيها المكث في جوها الطلقِ |
أحبك كل الناس حبا به أتوا |
لأجل نداك العذب يا درة الشرقِ ! |