في فضائل القرآن الكريم
د.ضياء الدين الجماس
بحراً ترى أم بحوراً بالهدى سُجرت...فيها الكنوز من اللآلئ انتـثرت
في كل لؤلؤة شمس بها سطعت... من نورها ظُلَمٌ للباطل انكشفت
مرجانها أَلِــقٌ من جوده انبهروا ... منها نفائسُ تيجانٌ بها رصعت
جادت حناجرنا في مدحها نغماً .. غنت لها الطير أنغاماً بها صدحت
لا شيء من مثلها نوراً يشابـهها... حتى السماء بأنوارٍ بـها وســمت
في كل حرف ترى هدياً به فرج....عثْرات كرب بها انزاحت وما برحت
هذا منار من الرحمن شعلته ... في كونه رَسَمَ الآيات فارتسمت
تحكي لنا ما مضى من وحيها قصصاً .. أو ما سيأتي غداً فيما نرى صدقت
تُـذَكِّر الـموت كي تـجلو به صدأ... وتصبح النفس بيضاء النوى نصعت
فاجْلُ الصدور بـها إن كان من وَحَر... ترَ الـمَشاهدَ ما لا أعينٌ شهدت
بـحر من العلم فاسبح في منابعه .. تشف النفوس من الأدران ما كسبت
من غيثها وابل يروي القفار ندى ... والله منزلـها عين الشفا وهبت
أضحت بصيرتنا نفاذة وبـها .. نرى الحقائق والأستار قد كشفت
في هديها شُعَلٌ تـهدي الورى سبلاً... مستوقدين بـها الأنوارَ فانبثقت
جَوِّد تلاوتـها وانظر ملائكة ... تسعى لـما انـجذبت من صوتـها طربت
حين القراءة نور الوجه منطلق ... كأن شمس الهدى من نورها اكتملت
كن خاشعاً وجلاً والقلب في مدد ...والزم تدبره تلقَ الجنان بدت
حين التدبر تلقى الروح وجهتها... فترتقي صُعُداً للمنتهى وصلت
قرآننا قيَـمٌ خرت لها قمم... من خشية خشعت من وقعها صدعت
سيف العدالة قتال لـماردنا ...بتارُ وسوسة نيرانـها اشتعلت
الحمد لله حمداً وافياً أبداً...خير الصلاة على الهادي له وجبت
والحمد لله تعالى