أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24

الموضوع: بـيـن جـحـيـمـيـن ...

  1. #11
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه عبد القادر مشاهدة المشاركة
    رسائلك جميلة جدا أخي راضي وممتعة
    أنها تقارير من اليوميات ,,كتبت برشاقة وتشويق
    لا تخلو من الفلسفة
    أحببتها كثيرا وقرأتها بكل سرور
    ماسة
    كثيرة هي اليوميات التي نكتبها ثمّ نتركها وتتركنا في وداع قسري ... ربما لأن الذاكرة لم تعد تحتمل تخزينها .. وما علق بها رغمًا عنا فلم نعد نقوى على إخراجه من باطن الوجع المستوطن في داخلنا ... وما خرج إلى العلن ما هو إلا بعض هذيان لم نعرف في أية خانة نصنفه وكيف نحتمله ..

    مرورك الكريم يضيء عتمة نصوصنا و هو موضع تقديرنا وعلى الرأس والعين

    مـاسـة حـقـيـقـيـة

    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    الحبيب / راضي


    بين جحيمين وجدتكَ تطفو أحيانا ثم تُعيد الغرق مجددا في محاولة يائسة في إيجاد منطقة وسطى بين الهواء و الماء . فما أنتَ بقادرٍ على أن تتنفس تحت الماء و ما أنتَ بقادر على أن تظلَ دون هواء .


    هو جحيم صراع أبدّي بين العقل و القلب , و قد يبدو نعيما إذا ما تعلّمنا العيش دون أن نُرهق الحس أو الفكر بمتناقضات وُجدت أساسا لنتعامل معها كما هي دونَ مشقة البحث عن العدل الذي لا يوجدُ أصلا في هذه الحالة , و إن وجدَ لا يمكننا كبشر تجسيده و فرضه كمنهج تعامل وفق آليات نرجسية .


    هناك أسئلة كثيرة لو تمت الإجابة عليها من منطق الحس لكانت للحياة أذواق و روائحَ مختلفة و قد نمقتها حينها لأنها ستأتي خلافا لنمطية الإحساس البشري و تناقضاته الفطرية .


    و هناك أسئلة قد يجيب عليها العقل وفق مبدأ العدل النظري, و لكنه لا يفصلُ في حيثياتها و كثيرا ما تكون الإجابات لا تتعدى محور مسكِ العصا من الوسط و يكون العدل متجسدا نظريا فلا إفراطَ هنا و لا تفريطَ هناك.


    ما أريدُ قوله هو أن معيار العدل فيما يتعلقُ بالمشاعر الإنسانية أو التقديرات الذاتية أو التعاملات بين البشر قد يحدّدُ نظريا وفق أطر و معالمَ موضوعية يتفقُ حولها الجميع , و لكنّ تنفيذه عمليا وفق تلك الأطر الموضوعية يصطدمُ دوما بالتقديرات المختلفة في كيفية التطبيق و آلية التعامل و حتى في كيفية النظرة ذاتها من شخص لآخر , و بذلك نجدُ أنفسنا ملزمينَ أحيانا بالتبرير و أخرى في الدفاع عن منطلقات ذاتية تخضع كغيرها من المنطلقات للخطأ و الصواب .


    و لذلك أوافقكَ النظرة تماما في أنّ إيجاد الراحة بما يتناسب و رؤانا التي تحدد العدل من هذا المنظور هو من باب المستحيلات, و العدل الذي ننشده في هذا الموضع لا يتحقق فعلا إلاّ عندَ من خلقَ هذه الأنفس و يعلمُ تفاصيلها و تراكيبها العجيبة.


    استوقفتني في هلوستك هذه كما تقول أسئلة كثيرة و من بينها تحوّل الصداقة إلى حب حقيقي , و طبعا تقصد صداقة الرجل بالمرأة التي ما زلتُ في قرارة نفسي لا أقرّها و لا أعترفُ بها إلاّ في حدود مضبوطة جدا لأسباب كثيرة يضيق بي المقام هنا للخوض فيها حسب ما أعتقدُ طبعا _ و هذا يقودنا إلى التحليل الأول و مسألة المنطلقات و الحكم عليها _ و بالتالي فأنا أعتبرُ أنّ تحولها أو خروجها عن إطارها النظري هو مسألة نفسية بحتة و لا بد من وجود خلل ما إذا افترضنا بوجودها و صحتها أصلا .


    التخلي عن بعض العادات يا صديقي لا يلغي أسباب التخلي عنها, و بذلك لا تعدو زوبعة في فنجان أو تحصيل حاصل, لأن النكهة الحقيقية الموجودة بغض النظر إذا كان مُنتجها مضرا أم مفيدا, هي نكهة القلب و ما يحمله في أعماقه من نكهة شراب الوهم أو الحلم . و انهزامنا إراديا لا يدفع عنّا انهزاماتنا اللاإرادية حتى و إن كان يحققُ لنا رؤية السعادة التي نفتقدها مرسومة على وجه آخر .


    ليس تبذيرا كل ما كتبناه و كل ما رسمناه , لأننا في الحقيقة لا نكتبُ للآخر بقدر ما نكتبُ لذواتنا , و من الظلم و الجور أن نعتقدَ أن خلاصة أحاسيسنا هي رهينة القبول عند الآخر , لأننا أنفسنا الأحق بها و الجديرون بتداعياتها حتى و إن فُسّرت على عكس ذلك, فما الداعي إليها إذن و نحن نعلم يقينا بأن لا جواب ؟؟؟


    يبدو أن هذا التشظي جعلني أشاركك هلوستكَ , و لكنها هلوسة حميدة لأنّ نيكوتينها يزيد من اتساع شرايين الروح و العقل , كما يفعل نيكوتين السيجار الكوبي في اتساع شرايين الدماغ و لو مؤقتا.


    أتمناكَ بخير دوما و أبدا ...


    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    مرحبًا بعودتك الكريمة أخي هشام

    أما بعد :

    فقد تناولت النص بأسلوبك الرائع - والمعهود - ووجهة نظرك التي طرحتها حوله راقت لي كثيرًا وإن كان بعضها يحتاج إلى تفصيل أكثر غير أني أتفق معك حول الخطوط العريضة لها.

    عن الصداقة والحب والكتابة ولمن نكتب ...الخ كل هذه الأمور أجدني مضطر من وقت لآخر إلى إعادة النظر فيها وكلما أعدت النظر في علاقتي مع أصحابها فيها وما لقيته في أثناء ذلك أجدني أعود إلى المربع الأول الذي انطلقت منه لأسأل نفسي هذا السؤال : لماذا نكتب ونكشف عن دواخلنا بهذه الطريقة ؟

    أتعلم سأعيد النظر في هذه المسألة تحديدًا وربما يكون نصي القادم آخر ما أكتب ..

    صديق القلم الحبيب هشام

    سرّني كثيرًا مرورك الكريم

    تقديري واحترامي

  3. #13
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زين عبدالله مشاهدة المشاركة
    اخر ما افكر فيه أن يتغير الليل

    احقا هناك خطة لتغيره هل سيكون نهارنا دايم وليلنا مشرق

    ويرحل الظلام عنا

    لا ادري لما اوحي لي حوارك الطويل لهذه الفكرة

    ولكن ربما ربما فكل شي جايز في زمن الجحيمين
    فكرتك معقولة وربما تتحقق يوما ما بقليل من الحظ ...

    السؤال : أين يختبئ هذا الحظ ..؟

    شكرًا لمرورك العبق

    تقديري واحترامي

  4. #14
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الكرد مشاهدة المشاركة
    الرائع الضميري
    عندما يسود القلب يتعطل العقل
    أصعب شيء ياصديقي أنن تنجرف وراء قلبك
    ويعرف طرفك الأخر نقطة ضعفك فيزيد بتجبره وطغيانه
    فيحاول بكل ما يملك ان يحطمك
    تحياتي لقلبك الرطب
    صديق القلم عبد الرحمن الكرد

    وعندما يسود القلب ويتعطل العقل فلا ذنب للآخر - كما أرى - لأنّ التحطيم بدأ لحظة أن ساد القلب .

    تقديري واحترامي لقلبك الطيب

  5. #15
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية عثمانية مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وأنا أقول أنه بين الجحيمين طريق مضيء نراه إذا قررنا ذلك
    رسالتك رائعة، وممتعة
    مرّت بنهجي...
    داستني...
    دون شرب قهوة ودون خسارة...
    بل هي تجربة أخذتني إلى أجمل دنيا...
    دنيا رأيتها بإرادتي...
    لأني قهرت الفشل ودُست الضّياع...
    لأني أحبّ الله...
    وأحب النجاح في الحياة...
    ما دُمْتُ لن ُأخَلّد فيها...
    فوداعا لكل فنجان قهوة غير مُسَكّرْ...
    ووداعا للأحزان...
    الله لا يحرمنا من طلاتك أخي راضي
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    وأنا مع تفاؤلك الذي أراه ينير عتمة متصفحي هذا ، وداعًا للحزن حتّى وإن كان الفرح عبارة عن شيك بدون رصيد .. فهو على الأقل يمدّنا بطاقة كبيرة لكي نصمد أكثر فلا تلتهب خلايا المخ ولا تضمر قسمات وجوهنا بسرعة تفوق معدلها الطبيعي في انتظار رحيل آتٍ بلا ريب .

    شكرًا لك ولكل حرف خطّه يراعك النبيل أختي الفاضلة .

    تقديري واحترامي

  6. #16
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء المقدسية مشاهدة المشاركة
    أستاذ راضي
    إذا كانت القهوة سببا في هذيانك الجميل هذا
    أنصحك بالإكثار منها وإياك أن تستبدلها بعصير التفاح
    فأنا من أنصار القهوة وشاربيها
    لا يمكن للقارئ أن يمر مرور الكرام على ما كتبت
    نصك غني جدا وفيه الكثير الكثير
    أشكرك وأحييك جدا
    ولي تعليق
    أنت ألغيت للعقل دوره في الحب
    لكن ألا يوجد حب يبدأ بالعقل وينتهي الى القلب؟؟
    كموجات كهروعقلية تتسع شيئا فشيئا
    فيلتقطها القلب وتتحول الى موجات كهروقلبية
    ثم من قال أن الحب دواء؟؟
    بل هو في بعضه داء بحاجة ماسة الى دواء
    ولكنه جميل
    تحية تليق بك
    لعلي قصدت من وراء عبارة الحب السليم في العقل السليم أن يكون للعقل دورًا أساسيًا في هذا الحب غير أن الواقع يقول غير ذلك .

    ربما براميل القهوة التي شربتها غيّبت عن توضيح ذلك ، لكن مع عصير التفاح قد أغيب أكثر أو ربما أكون أكثر تعقلًا في التعامل مع الحلات الثورية التي نخوضها مع قلوبنا ، فلكي تنتصر الثورة يجب أن يكون هناك تنسيقًا كاملًا وعلى كل الجبهات ، وثمّة ثورات تنتصر لكن فيما بعد خوض أبنائها فيما بينهم حربًا أهلية سببها تباين وجهات النظر حول كثير من الأمور وقد يكون من بينها جدوى قيام الثورة من أساسه بناءً على ما تقدم من نتائحها .

    ملاحظة : هذاالكلام من أثار شرب عصير التفاح .

    شكرًا لمرورك الطيب

    تقديري واحترامي

  7. #17
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني عواد مشاهدة المشاركة
    السيد راضي الضميري

    تمنعني حداثتي من التجوال في الكثير من المعاني الرائعة التي تضمنتها الخاطرة
    بعض المعاني لا اعرف ان كانت علقت بي ام علقت بها بقوى التجاذب
    وبعضها بحتاج للوقوف امامه مطولا
    لذا لي عودة هنا للسعي بين الجحيمين باقدام دامية

    دمت وقلبك سالما
    أن يكون لنصي المتواضع كل هذا الأثر فهذا شرف كبير لي أختي الفاضلة .

    وصدقت نحن نحتاج إلى الوقوف طويلًا بين الجحيمين لكي نعرف كيف نعيد التوازن وعقد المصالحة فيما بعد بينهما .

    شكرًا لكِ على كل حرف .

    تقديري واحترامي

  8. #18
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل ابراهيم عليوي مشاهدة المشاركة
    اخي الحبيب راضي
    لقد غصت و خرجت بكنوز من اللادب الهدف و التسؤلات الجميلة التي تثري العقل و تثير الفضول
    اعجبتني كثيرا
    د خليل
    صديق القلم الحبيب د خليل

    شرف لي أن راق نصي المتواضع لذائقة شاعر كبير مثلك .

    بكل صدق أفتخر بحضورك وبرأيك ويسعدني دوما أن أرى اسمك ينير متصفحي .

    تقديري واحترامي

  9. #19
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    رائعة هذه الخطراتُ الليليّة القلبيّة ..

    بحقّ النّصّ يأخذ القارئ ينتشله منه ، ليدخله إلى عالم خاصّ ، ليفتح له عالما مختلفاً ..بل يجعلهُ جزءاً من عالمه يتفاعلُ كما تتفاعل الجزيئاتُ فيه ، فلا يشعرُ بالاغتراب عنه ولا يشعرُ بالملل فيه ، بل يزدادُ شوقاً الى التلقّي والاكتشاف ...

    تلك ميزةُ كاتب يكتبُ بتلقائية كبيرة وعفوية بالغة ، ولا نقول مطلقة ، ولو قلنا مطلقة لما بالغنا ،بيد أنّ الإطلاق حالة كمالية مثالية ... العفوية والانطلاق والانسيابية في إرسال الخواطر والحوار الذاتي يجعلُ الكلمات تنقلُ أكبر قدرٍ من المشاعر والأحاسيس لتجعلها حاضرةً كلّما عاودَ القارئ قراءة النّص .. وكلّما عاود الكاتبُ قراءة النّص ، و للكاتب النّصيبُ الأكبر من استرجاع تلك الحالة الشعورية .

    لك التحيّة سيدي الفاضل راضي على هذه الخواطر والحوارات والحكم التي ملأت هذا الفضاء واسعدت وتسعدُ كثيراً من القرّاء إفادة وشعورا وتثميناً .

    بارك الله مشاعرك وأحيا الله قلبك بدوام البسط ، ودفع عنك إعراض الأحبّاء ، وسلّم قلبك من الهموم ..

    خالص التحايا والمودّة ..

    دم بخير ، ودم مبدعا .

  10. #20
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    (1)
    نحن بشر وعقولنا ومفاهيمنا وقناعاتنا تختلف من شخص لآخر ، وإدراكنا للأمور وتقييمنا لها تابع لكل ما سبق ذكره .
    من نختلف معه دائمًا نجده مثل كوكب بلوتو مظلم جدًا ولا مجال لاستكشافه لبعد المسافات ؛ ومن نتفق معه جزئيًا نجده مثل القمر له وجه مضيء وجوانب عديدة مظلمة ؛ ولكنّنا ننسى أنّ هذا الجانب المظلم قد يضيء مرّة أخرى ، ومن نتفق معه نراه كالشمس المشرقة ؛ ولكنّنا ومن شدّة حبنا له ربما ننسى أنّ الشمس قد تضربنا بأشعتها وبقسوة فتردينا.
    حيرة أليس كذلك ؟
    لكن خير الأمور الوسط .. وميزان العدل هو الحكم ، أنْ تكون عادلًا مع من تحب ومن لا تحب .
    وأنْ لا تحكّم هوى النفس في أمورك ..
    والهوى غلاب ... أحيانًا ..
    من هنا يأتي الظلام ؛ عندما لا نتفق حتّى مع الشمس نراها ظلام دامس ..
    وهذه الدنيا متعبة جدًا ؛ ولا راحة لمؤمن إلا بلقاء ربه .
    (2)
    دعوات مباركة لقلوب أرهقها الحبّ وتاه فيها العقل تحت ضغط الحاجة إلى حبّ من لا يمكن العيش بدونه .
    ماذا نفعل بقلوبنا حين تحبّ مع سبق الإصرار والترصد ، وتضطرّ إلى تقديم تنازلات على حساب العقل ومكانته ، أكاد أجزم أنّ من قال " القطّ يحب خنّاقه " كان أصلًا من فصيلة الصعاليك ، فنطق بحكمته وهم يهيلون عليه النفايات في الحاوية وبعد أنْ توقف قلبه .
    اليوم يوم الهلوسة .. ! من يقبل مني نصيحة تقول : عندما تشعر أنّك في طريقك لأنْ تحب اكتب وصيتك قبل فوات الأوان وضع اسمك على جبينك كي لا تضيع في دروب الهوى ؛ فقد لا تسنح لك الفرصة لتعود إلى نفسك كي تقول حكمة أخرى لا يعرف عنها الآخرون شيئًا .
    أتراه من كان يرقص مذبوحًا من شدّة الألم كان يتوق إلى نظرة أخيرة لمن أحبّ ؟ أعرف جوابًا على هذا السؤال ؛ نعم كان يتمنّى كلّ ذلك وأكثر .
    في قناعتي الشخصية أنّ الصداقة أهم من الحبّ ؛ لأنّ الحبّ لا يخضع لقواعد المنطق ولا يلقي بالًا للعقل ، أمّا الصداقة فالعقل فيها والقلب يجلسان معًا على طاولة مستديرة لا أغراض دنيوية أو دنيئة ولا مكاسب شخصية من ورائها ، لأنّها تعتمد على مبادئ صريحة وواضحة منها مبدأ يقول " الصديق وقت الضيق " وأحيانًا من تحبّه يكون هو سبب الضيق واختراق ثقب الأوزون نفسه لنفسك ، وغالبًا لا يتدخل لإنقاذك من نفسك وجحيمك في الوقت المناسب .
    (3)
    هلوسة أخرى قد لا تجد آذانًا صاغية لدى السيّد القلب ، لا تحبّ كمن يبحث عن الغذاء بمفهوم الدواب ؛ بل ابحث عن الحبّ كمن يبحث عن الدواء ، فالحب السليم في العقل السليم .
    سؤال ؛ ماذا لو تحوّلت الصداقة إلى حبّ حقيقي بعد أنْ يتفاعل القلب مع العقل ؟
    لا أعرف لهذا السؤال إجابة .
    و لأنّني لا أعرف فأنا لا أريد أنْ أعرف ؛ و مع سبق الإصرار والترصد .
    هلوسات في بريد القلب ؛ فهل تصل... ؟
    (4)
    ترى متى تفتح نافذة نقيّة كي أتنفّس الهواء ؟ أكاد أختنق فيك ... و بعيدًا عنك ...
    (5)
    عندما يكون الألم أقوى من الاحتمال ؛ وعندما تتنفّس الهمّ وأنت محاصر في خاصرة الوجع - تحديدًا - ترتشف العذاب ؛ فلا بأس لو أوصيت بكل ما تملك لعطارٍ مرّ يومًا بدارك محاولًا إصلاح ما أفسدته الدنيا ومن باب الوفاء.
    (6)
    تقف أحيانًا على رأسك وفوق مسمار من زمرة الفولاذ حاملًا صخرة كبيرة على أمل - وهم - بأنّك أكثر قدرة على الاحتمال من سيزيف ، و في محاولة فاشلة لإرسال رسالة إليها تقول " لو تدرين عن وجعي لأقسمت صادقة أنّك وقبل الآن لم تسمعي يومًا عن الوجع .." ..
    (7)
    ربما أتخلّى - قريبًا - عن عادة شرب القهوة بعد منتصف الليل بقليل ؛ خصوصًا بعد أنْ قرأت تعليلًا يتهم القهوة بالغموض والضرر الذي تسبّبه للإنسان ، وعلى الرغم من اقتناعي بأنّ لها فوائد كثيرة ؛ إلّا أنّها - مؤخّرًا - جعلتني أهذي بأشياء لا أريد البوح بها .
    سأعود إلى عصير التفاح فهو شرابي المفضل ، ومع نفس السيجار الكوبي الذي أخبرتك عنه ذات لقاء ثوري ، فأنا أحبّ تشي غيفارا ومعجب بتضحياته ، وكتابه " أحلامي لا تعرف حدود " يذكّرني بك وبرجال المخابرات عندما ضبطوه معي وأنا أحاول تهريبه عبر الحدود مرتكبًا بذلك جريمة لا تغتفر ؛ على اعتبار أنّ مثل هذه الكتب تخالف منطق السلام المشوه الذي يتشدّق به الآن زعماء العروبة المسكينة ، لن أقول لكِ - بالطبع – ماذا فعلوا بي ؛ لكن بإمكانك أنْ تعقدي مقارنة بين زنزانتهم وزنازينك ، وسأستمع أيضًا إلى أغنية فيروز " يا ريت " وأنادي الليل ليخلصني من ليلك ، ليل طويل لم يعد يفهمني ، ولا أحسبه سيفهمني ، حتّى أنّه لم يعد يبالي بي .
    هل تعلمين كم كانت درجة حرارتي على مقياس الشوق عندما استمعت قبل قليل إلى نشيد " الأماكن كلها مشتاقة لك " لا أظنّك تعرفين ، إذن ابتسمي من قلبك ؛ فإنّي الآن أحترق ... أحترق .. أحترق .
    أتعلمين شيئًا آخر ..؟ لقد بعثرتني كثيرًا وما زلت صابرًا عليك ، وأفضل حلّ أنْ لا أكتب بعد الآن رسائلي في بريد القلب ؛ لأنّ القلب لم يعد يحتمل ، وأنتَ معرضة عن قراءة رسائلي ، أتدرين شيئًا آخر ..؟ لقد خسرت مباراة في الشطرنج قبل قليل ، و كان خصمي يحتاج إلى أنْ أخطئ في عشر نقلات متسلسلة – عدًّا ونقدًا - لكي يتعادل معي ، فزدتّه خطأ إضافي من عندي وفاز عليّ ، ولك أنْ تتخيّلي كم كانت فرحته كبيرة ....!
    سأصدقك القول ؛ أفكّر جديًّا باعتزال الشطرنج أيضًا ، وبعد أنْ قلت لي " كش مات " في أربع نقلات واتّبعت خطّة نابليون المكشوفة والمعروفة لكل مبتدئ ، مع أنّي أعرفها جيّدًا ، وهي أول درس أعطيه لمن أدربهم من المبتدئين ، لكن لا جدوى من الاستمرار؛ فإمّا أنتِ وإمّا الشطرنج وأنا .. .
    وداعًا .. لحفظ ماء الوجه على الأقل .. وليس من قلبي كما تعلمين ، وأعلم أنّك تعلمين ذلك .
    أتدرين ... أكاد أجزم أنّ ( وداعًا )هذه جاءت من تأثير براميل القهوة التي شربتها ؛ ولا أدري كيف سيكون الأمر مع عصير التفاح ، فربما يمازحني الحظ يومًا ما فأقول مثل نيوتن " وجدتها.. وجدتها " .
    من يدري .. ؟
    ومع ذلك لن أكتب بعد الآن رسائلي في بريد القلب ، فما دام اسمك قد حفرته في قلبي ، فلماذا كل هذا التبذير ..؟ حبر وورق وطباعة وسهر يومي حتّى الصباح ، لماذا لا أوفّر كل تلك النقود والوقت والجهد ... ؟ فإنّ حدسي يخبرني أنّني قد أحتاجها قريبًا للذهاب إلى أقرب طبيب متخصّص بفتح القلوب ، وآمل أنْ يجده قبل أنْ يذوب فيكِ .
    سؤال وجيه فعلًا لماذا ... ؟!
    " كنت أظن الريح جاب عطرك يسلّم عليّ "
    ذهب العمر يا فتى خلف الأحلام والأوهام ، ذاب القلب فيها ولم تبق إلا الأحزان .
    " الأماكن كلها مشتاقة لكِ " .
    ؛
    ؛
    ؛
    صدّقي .
    آذار 2009
    بمقياس آخر وبنظرة أخرى تكون الهلوسة هي لغة الصدق الوحيدة .

    بمعدلٍ أكبر من وصفه.. محلق هذا الحرف حتى أعالي قمم الحس

    تقديري
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بَـيْـنَ قـلـبــي وبَـيـنـي
    بواسطة محمد إسماعيل سلامه في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 25-12-2012, 07:04 AM
  2. بـيـن الـمـطـرقـة والـسـنـدان ...
    بواسطة عمرو عبدالرؤوف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-10-2006, 10:14 PM
  3. دعـاة التغيـيـر بـيـن المـبـدئـيـة والــواقعيـة
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-01-2005, 09:44 AM