|
أنا واقِفٌ عِندَ الخَليْجِ وشَطِّهِ |
|
|
والبَحْرُ يَبْعَثُ في الفضا أنْفاسا |
والشَّمْسُ تَبْدُو غادَةً في خِدْرِها |
|
|
وَسْنى بِكَفَّيْها تَكُفُّ نُعاسا |
تُرْخي على الأُفْقِ البَعيدِ ضفائِراً |
|
|
شَقْراءَ تَرْسُمُ في السَّما أقْواسا |
في مَنظَرٍ عِندَ الغُرُوبِ يَرُوقُ لي |
|
|
يُذكي الشُّعُورَ ويُلْهِبُ الإحْساسا |
تلكَ المياهُ لها صَفاءُ سُلافَةٍ |
|
|
صَهْباءَ تَصْبَغُ بالأكُفِّ الكاسا |
لونُ الغُرُوبِ طَغى على صَفَحاتِها |
|
|
فعَقيْقُها أمسى يُكَلِّلُ ماسا |
يا نَخْلَةً بِسَما المعالي لُحْتِ لي |
|
|
شَمّاءَ هَزَّتْ للنَسائِمِ راسا |
ما كُنْتِ إلاّ غادَةً عَرَبيَّةً |
|
|
ظَلَّتْ بِطَبْعِ أصالَةٍ نِبْراسا |
كَمْ قدْ سَرَقْنا مِنْ جَمالِكِ نَظرَةً |
|
|
قاسَى بها تِرْبُ الهَوى ما قاسى |
غَنّى حَفِيْفُكِ إذْ سَرَتْ ريْحُ الصَّبا |
|
|
فأقِمْتِ في صَمْتِ المَسا أعْراسا |
تِيْهي فإنَّكِ للصَّحارى رَمْزُها |
|
|
عيْشي وكُوني زَيْنَباً وخُناسا |
َبلْ فانْظُري نَحوَ المَراكِبِ إذْ بَدَتْ |
|
|
في البحر تَقْرَعُ للنَّوى أجْراسا |
لِتَمُرَّ فوقَ الموج رَكْبَ مُسافِرٍ |
|
|
آفاقَهُ عَرْضاً وطُولاً قاسا |
أنا عاشِقٌ تِلْكَ الرُّبُوعَ وسِحْرَها |
|
|
أنا مَنْ رأى في حُسْنِها الإيْناسا |
فيها نُجُومٌ فوقَ بحرٍ رائِقٍ |
|
|
في اللَّيْلِ تَشْعُلُ في السَّما أقْباسا |
فيها نَخيلٌ كالعَذارى فاتِنٌ |
|
|
طَرَباً يُحَرِّكُ قَدَّهُ المَيّاسا |
أنا واقِفٌ في أرضِ أجْدادٍ لنا |
|
|
حتَى أُصافِحَ تُرْبَها والنّاسا |