|
كالطيرحطّت من علا الدرجاتِ |
وبها تدورعجائب الآلاتِ |
وزهت على درج المطار وحولها |
كالنحل من حشد ومن عرباتِ |
ثقل من الاطنان تحمل عندها |
ومحرك قد مُدّ بالقدراتِ |
قد قادها بالحاسبات برامجٌ |
وخرائط ٌ محسوبة الطلعاتِ |
مأمونة في صنعها ومسيرها |
وصعودها قد حيط بالمنعاتِ |
لكنّها مرهونة بمحرّك |
يجري كجري النّار في العتلاتِ |
رغم التفنن والأمان بصنعها |
لكنّها تغتالُ بالنكباتِ |
في أي وقت يعتريها طارئ |
أو تحتويها معدة الفجواتِ |
فتؤول من عجب البناء لكتلة |
حمراء من لهب ومن جمراتِ |
في كل وقت قد أهد مسامعي |
خبرُ السقوط ومقتلٌ لمئاتِ |
وصعدت فيها مجبرا فكأنني |
قد سقت من أمن إلى كرباتِ |
وصعدتُ أمشي والمئات توزّعت |
بمراتبٍ تصطفُّ في عشراتِ |
وسمعتُ صوتا قد أصكّ دويّه |
أفقُ المطار وطال كالعبواتِ |
وجرت بنا والصوتُ ينأى خاويا |
من سيرها , وتطير في قنواتِ |
تجري ويحملها الهوى لطوابق |
فوق الأثير بسرعة وثباتِ |
ورأيتُ من علو السماء غمائما |
بيضاء مثل لآلئٍ وهباتِ |
تعلو بقاماتٍ كأنّ مدادها |
مثل الجبال وحشدها كغزاةِ |
طبقاتها تجري كأنّ مسيرها |
كالسابقات لمرتعٍ وفراتِ |
قد ساقها ربُّ العباد لقريةٍ |
من دون منٍّ أو دعاء تقاةِ |
بين الغمائم حلّقتْ وتوغلتْ |
فينا كسهمٍ مسرع الخطواتِ |
تهتزّ فينا والقلوبُ هواجسٌ |
فكأنّ نفسي مسرح الأمواتِ |
فوق المحيط ترنّحتْ وتمايلتْ |
كسفينةٍ تطوي العباب لآتي |
كم فيك يا ماء المحيط عجائبٍ |
وخلائق ٍ من أروع الآياتِ |
من كوسجٍ لطحالبٍ لسحالفٍ |
لدقائقٍ في مهجة الظلماتِ |
وعبرتُ بحراً سطحهُ كصفائحٍ |
بيضاءَ تشرقُ كالضحى بفلاةِ |
ما حالُ جسمي لو توقّف سيرُها |
فوق المحيط وفجوة العثراتِ |
روحي تنازعُ للبقاء وترتجي |
أنْ لا تؤولَ إلى الرّدى ورفاتِ |
فتوهّجت فيها لممسك سيرها |
الضارعات لمأمنٍ ونجاةِ |
فدعوتُ ربّي كالغريق يطوفُهُ |
مستنقع الأوحالِ والحفراتِ |
عجبي لعبدٍ في السما متعاطيا |
خمرا ويحبو كالهوى لسقاةِ |
والروحُ فيه من المكائن مربطٌ |
قد جسّدتْهُ إلى الفنا ووفاةِ |
وجلست ساعات بها متعطّشا |
للقاء رحمي وابتداء حياتي |
وجلست ساعات لساني ناطقا |
رطبا بذكْرك مكثرِ الصلواتِ |
يا ممسك الطير المعلق في السما |
يا واهبَ الآلاء والحسناتِ |
يا مُجري الرّيح الحمولِ بثقلها |
يا ساتر العثرات والنّزواتِ |
أمننْ لعبدك بالوصول سلامة |
وادفعْ بلطفك جفلة الفزعاتِ |
وأعدْ ذراعه حاضنا لعياله |
وافتح ْعليهِ مسلك البركاتِ |
سبحان من وهب العقول مذللا |
فيها العلوم ومنطق الكلماتِ |
لولاك ما طارتْ ولا هبطتْ بنا |
الطائراتُ وما سعت بعلاةِ |
اللهُ وفـّر ما يؤمّن صنعها |
ونجاتها من ظلمة الأزماتِ |