أراد الرّحيل منْ حياتي وأجْمعا ** فناحتْْ على أعْقابهِ العَيْن أدْمُعا
وقلبي بكأس ِالفقـْد ذاق مَواجعا ** وجسْمي غـدَا لحالهِ قدْ تضَعْضعا
فلمْ تمْْض حتّى أوْدعتْ عـيْنََها عيْني ** وخاطتْ لها قلْبي عن ِ النّاس بُرْقُعا
تناهتْ عنِ الحسانِ في رقّـّة ٍ,بها ** فؤادي أقال النّوم عنْه وودّعا
أراني على جمْر الغـَضا أكـْتوي شوْقا ** وجلـْدي بلوْن الـزّعْفران مرقـّعَا
تفانتْ على البعادِ منـّا ملامح ٌ ** كرسْمٍ بطول ِالعهْد قد ْصار أشْنعا
حياة ٌعلى لـقـْيـا الحَبيبِ أعيشُها ** وأشْدو القوافيِ في ثنـاها لتشْفعا
فليْت المدائِحَ التّـي صُغـْتُها شعْرا ** على وصْفِها تُطيبُ نفْسا فتقـْنعا
فلا تدْر والأيـّام تبـْدي سـرائـِرا ** بنـفْس ِالفـَتى كانتْ له العمْرَ مـرْتعا
فما طال بُعْدٌ للـْمنون بأرْضنا ** يَجولُ وسيـْفه بها عاد أقـْطعا
ولا شكّ يوما أنـّهُ مدْرِكي وشأ ْ ** نُه زار قبـْلنا كلّ الخلـْقِ أجـْمعا
محى اللـّحْد أجـْسادا به نزلتْ كمـا ** محى جنُود الأرْض كسْرى وتـبّعا
وأضْحَوْا بِقعـْر الأرْض لا حوْل َلهـُم ْ ** فكبـِّر على جمْعٍ ثـلاثا وأربعا
تسَاوَوْا جميعا والرّميم يضمُّهم ** على إمْرة الصُّماتِ عادوا فأخْضعا
فما خِلـْت قبرا ضاق ذرْعا بساكنٍ ** ولا أعْهد الكريم للضَّيـْف مضيِّّعا
فيـاربّّ لطْفـا فالذُّنوب لنـا كثـْر ** وعفْـوك نرْجوه سجودا وركّـعا
حيدرة 18/03/14