أسَرْتُ القصيدَ

بسم الله الرحمن الرحيم

أسَرْتُ القصيدَ
د. ضياء الدين الجماس
أَسَرْتُ القصيدَ كوحشٍ خطير = يطيعُ حروفي كعبد أسير
أرَوِّضُه بسياطِ الأسود = ليرضى إلهي العزيزُ الكبير
وعبدي كؤود بشعر الهوى = ولكن بشعر السماء يطير
وويلٌ له إن عصانيَ يوماً = فأجعلْ له يومَه في ثبور
وطوِّعْ حروفك في طاعة = لتلقَى النجاة بيوم عسير
ففي الوزن يرجحُ حرفٌ نصوحٌ = ولا وزن إلا لقول منير
وإنْ رمت مدحاً فكن صادقاً = فلا يستحقُّ المديح حقير
وإياك من مدح نفسٍ لترضى = ومدحِ الملوك ولو باليسير
فحرف المدائح مهما انبرى = سيُذرا هباءً وبئس المصير
وإياك حرفاً يثير الهوى = فيرديك ناراً كموج السعير
ويا شاعرَ الحب مهلا وحاذر= فشعرُ الهوى من رياح الغَرور
فينفخ صدرك وسواسه = تظن بشعرك شعرَ الأمير
وما ذاك إلاَّ كقرع الطبولِ = وما ذاك إلاَّ شعور الغُرور
أُخيَّ تبصر بذلق اللسان = فما الشعر إلا كلامٌ خطير
وبسملْ إذا رمت شعراً طهوراً = لينبعَ دفقاً كنهر غزير
ويهرب شيطانه منك فوراً = وترتاح من شرِّه المستطير
وصلِّ إلهي على المصطفى = كخيرِ نذيرٍ وخيرِ بشير

لعل هذه القصيدة معارضة لقصيدة أخي الشاعر لحسن عسيلة في البحر والقافية دون المضمون.
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=76461

يجب أن نعلم بأن الشعر كلام له مضمون وهدف ونحن محاسبون عليه. ولربما حسابه أشد من الكلام النثري لأنه موزون فيجذب النفوس بموسيقاه الرتيبة الجميلة فليحذر الشعراء من مضمون ما يقولون. وهذا هدف القصيدة وحكمتها. وشكرا لمن يبدي رأيه فيها ، وإن كنت على خطأ فالحوار مفتوح.
قال الله تعالى : (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ 224 أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ 225 وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ 226 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ 227 ) (سورة الشعراء)

الدكتور ـ ضياء الدين الجماس ،
لو نظر كل الشعراء إلى الشعر بهذا المنظور لكان كفيلًا بإصلاح حال الأمة .
بوركت عدستك الملائكية ، ودمت ناصحًا أمينًا .
تحاياي .

أنسخ توضيحاً لي في أحد المنتديات جواباً لإحدى المتسائلات عن معاني بعض الأبيات
- أردت من مطلع القصيدة أن يكون الإنسان الحكيم آسراً للسانه متحكماً بحروفه ويجعلها كالعبد المطيع له وليس العكس أن تكون حرة بلا رقابة فتنفلت منه وبذلك يكون هوعبدا لها . ومن هذه الفكرة نبعت صورة البيت :
وعبدي كؤود بشعر الهوى = ولكن بشعر السماء يطير
فعبدي هنا كناية عن لساني أو حرف قصيدي ، وهنا أردت الاعتراف بانني كؤؤد بشعر الغزل والحب المثير للشهوات ولكن شعري المتعلق بشعر أحكام السماء حر طليق متمكن إن شاء الله تعالى.
وإنْ رمت مدحاً فكن صادقاً = فلا يستحقُّ المديح حقير
وإياك من مدح نفسٍ لترضى = ومدحِ الملوك ولو باليسير
البيت الأول يبين أن المدح الصادق مطلوب ، ولذلك يدخل مدح الملك العادل وغيره ممن يستحق المدح بصدق في هذا البيت ويبقى المدح المذموم مدح النفس وذوي السلطان كذباً وزوراً للتقرب أو الانتفاع.
وإياك حرفاً يثير الهوى = فيرديك ناراً كموج السعير
هنا تحذير من الشعر بل كل كلام يثير هوى النفس الذي يردي في غضب الله تعالى.
ويا شاعرَ الحب مهلا وحاذر= فشعرُ الهوى من رياح الغَرور
وهنا تحذير مخصص لمن يتخصص بشعر الغزل فسيتعرض لرياح الشيطان التي تتدرج به صعوداً لترديه في الهاوية.
وبسملْ إذا رمت شعراً طهوراً = لينبعَ دفقاً كنهر غزير
وهنا نصيحة لكل شاعر يريد صياغة قصيدة أن يبدأها ببسم الله الرحمن الرحيم لآن هذه البداية ستطرد شيطان شعره ليحل محله إلهام ملاك الشعر فينجو من الزلل .
وكم تساءلت لماذا لا يبدأ أكثر الشعراء قصائدهم بالبسملة ؟ هل لأنهم سيخجلون أمام ضمائرهم مما يقولون؟

جزاكم الله خيراً

بارك الله فيك اخي الشاعر الدكتور ضياء
الشعر يا سيدي هو عباره عن مشاعر يسطرها الشاعر من خلال نص شعري
ولأن المشاعر مختلفه وكثيره فيكون الشعر كذلك مختلفا وكثيراً ، طبعا أنا أؤيد
ومع الشعر الناضج البعيد كل البعد عن الكلمات والألفاظ غير اللائقه ، لكن هذا
لا يمنع ان يكون النص وجدانيا عاطفيا ( بحدود الاخلاق الفضيله)
وشكرا لك سيدي الفاضل على التوضيحات
مع التقدير

الدكتور ـ ضياء الدين الجماس ،
لو نظر كل الشعراء إلى الشعر بهذا المنظور لكان كفيلًا بإصلاح حال الأمة .
بوركت عدستك الملائكية ، ودمت ناصحًا أمينًا .
تحاياي .

شاعرنا الفاضل محمد حمود الحميري حفظه الله تعالى.
أشكرك على التفاعل الطيب مع ما أكتبه وهو ما يجبر حزني فيسعدني أن أجد من يتقبل الفكر الأخلاقي الحي المتوافق من المطلب الشرعي الحنيف.
احترامي وتقديري الفائقين
وجزاك الله خيراً

بارك الله فيك اخي الشاعر الدكتور ضياء
الشعر يا سيدي هو عباره عن مشاعر يسطرها الشاعر من خلال نص شعري
ولأن المشاعر مختلفه وكثيره فيكون الشعر كذلك مختلفا وكثيراً ، طبعا أنا أؤيد
ومع الشعر الناضج البعيد كل البعد عن الكلمات والألفاظ غير اللائقه ، لكن هذا
لا يمنع ان يكون النص وجدانيا عاطفيا ( بحدود الاخلاق الفضيله)
وشكرا لك سيدي الفاضل على التوضيحات
مع التقدير

أستاذنا وشاعرنا الفاضل حسين محسن الياس حفظه الله تعالى
لا يختلف معك أحد فيما تفضلت به ، وكل ما يباح الإفصاح عنه في النثر فهو مباح في الشعر، فالفرق بينهما الوزن ونحن نحاسب على النوايا في المضمون وما يمكن أن يؤدي إليه.
أشكرك من صميم قلبي على التفاعل الطيب
مع فائق تحياتي واحترامي

وطوِّعْ حروفك في طاعة = لتلقَى النجاة بيوم عسير
ففي الوزن يرجحُ حرفٌ نصوحٌ = ولا وزن إلا لقول منير


طوبى لحرف غايته الخير وثبوت الأجر
جعله الله في ميزان أعمال شاعرنا

ودمت بخير شاعرنا
تحاياي

وطوِّعْ حروفك في طاعة = لتلقَى النجاة بيوم عسير
ففي الوزن يرجحُ حرفٌ نصوحٌ = ولا وزن إلا لقول منير
طوبى لحرف غايته الخير وثبوت الأجر
جعله الله في ميزان أعمال شاعرنا
ودمت بخير شاعرنا
تحاياي

يسعدني مرورك الطيب وتعليقك الكريم العطر. أديبتنا وشاعرتنا الفاضلة
وهذا فخر لي .
بارك الله بك وجزاك خيراً