لبوصَلَتي ألفُ اتِّجاهٍ وإبرَةٌ
..............تراودُها الأقمارُ عنْ جِهَةٍ خَؤونْ
وتلهو بها كلُّ الأيادي لتنطوي
............على الذاتِ بالإذْعانِ ترْكَنُ للسُّكونْ
فبوصَلَتي المسكينَةُ اليومَ عُطِّلتْ
...........وألْقتْ بها في الجبِّ يأكلُها الشجونْ
عقاربُ أوغادٍ تكالَبَ جمْعُهمْ
............عليها فأمُّ البوصَلاتِ.. لمن تكونْ؟
شمالٌ..جنوبٌ..ليسَ هذا مسارُها
..........جنوبٌ ..شمالٌ ليسَ وجهتها اليمينْ
إلى الشَّرْقِ؟ لا، فالشمسُ فيهِ تذيبُها
.......إلى الغرْبِ؟ ويْ فالغربُ لمستُهُ حَنونْ
يكادُ قميصُ الغرْبِ من دبُرٍ يُقَـ
.......دُّ يا للقَميصِ البكرِ!!..كيف تُصدِّقونْ؟
دعوا الإبرَةَ الحمْقاءَ تكملُ رحلةَ الـ
............عذابِ لمغناطيسِها جبَلِ الجُنونْ
دَعوها تغُذُّ الخَطْوَ نحوَ حَنينِها
.............لتجري بها الأيّامُ للحُلُم الضَّنينْ
هناكَ بوادٍ "غيرِ ذي الَّزرعِ" طرْفُها
............وللوُجْهَة الأخرى مماطلة السنينْ
تدورُ كأنَّ الجنَّّ يسكنُ رأسَها
...........وتسكنُها روحُ التحدّي مع الحَنينْ
فلا تحْرِفوها عن مَسارٍي وسيِّروا
.........مَعي في المسارِ النارَ والثلجَ باليَقينْ
وسيروا على خطْوي وخطْوي مُثابِرٌ
.............هناكَ كما الإسراءِ باللهِ نستعينْ
مَع النارِ ثلْجٌ والرِّياحِ تَواكَبوا
......خميساً بلوْن العُشْبِ ..سيروا تُكبِّرونْ
لـِ"غرْقَدِهمْ" حَشْدُ الجرادِ فويْلهُ
.......مِن الحشْرِ والطُّوفانُ يوشِكُ أنْ يَكونْ