أُنادي بِصَوتٍ يِفوقُ المَدى
لَعَلِّي أنالُ بِصَوتي صَدَى
كأنِّي لَعَمري خُلِقْتُ يَتِيماً
وَ قَلْبي بِمُرِّ العَذابِ اهتَدى
فَعَقلي و قلبي طُيورُ سَلامٍ
زَمانٌ جَفاني و ما غَرَّدا
زَرعْتُ بِأرضِ السَّلامِ فُؤادي
و كانتْ دُموعي لِزرعي نَدى
و أمْطَرْتُ تَعْبَ السِّنين و صبري
على ما بَنَيتُ و ضاعَ سُدى
تَجَلمَدَ دَمِّي بشريانِ قلبي
و لُبُّ فؤادي بَدا جُلمَدا
فأيّ سَلامٍ تَراهُ عُيوني
بِدُنيا , و فيها الخليلُ اعتَدى ؟
جَزَعْتُ أُجَدِّدُ صَبْري و أرضى
بِحالٍ تَردَّى و عُمْرٍ بَدا
كأنَّ الهًمُومَ ثيابٌ عَليهِ
و كلُّ العَذابِ عَليهِ احتَدى
ترى النَّاسُ وقتَ الليالي قَصيراً
و ليلُ عَذابي بَدا سَرمَدا
أنا لستُ أدري بِأمسي و يومي
بِماذا أُداوي جُروحي غدا
و لستُ أُبَرِّرُ أخطاءَ نَفسي
بِعَصْرٍ كساهُ نَحيبُ الرَّدى
غَرِقْتُ بِبَحْرِ دُموعي و حُزني
و لم ترَ عيني مُغيثاً وَدَى
أنا بِالبُكاءِ سَجِينٌ و روحي
كَشادٍ على قَبْرِ شادٍ شَدَا
ثامر النمراوي