عند بداية غفوتها في ليل كالح السواد ، قامت على صوت طفلها رامي و هو يبكي ، اقتربت من سريرة
و بدأت تهز له بيدها و تغني له بصوت متكسر (( يلا ينام يلا ينام لدبحلو طير الحمام روحي يا حمامة لا تخافي عم اضحك على رامي لينام ..... )) وراحت تكرر له الأغنية حتى تملكها النوم و استلقت على الأرض دون أن تشعر على نفسها ..
ارتدت السماء ثوبها الأزرق الجميل و تزينت بأشعة الشمس اللامعة و راحت تفرض نفسها على الجميع ..
حتى تغلغلت إلى داخل غرفة أم رامي و بدأت توقظها لكي تريها حلتها الجميلة ....
قامت أم رامي متثاقلة إلى المطبخ ، فتحت صنبور الماء ، رشفت على وجهها قليل من الماء لكي تستطيع أن تحضر وجبة الطعام لأبنها ، أخذه بنصيحة جارتها أم أنس ، بأن هذه الوجبة تناسب طفل عمره سبعه أشهر ... قطعت الطماطم ووضعتها في الخلاط ، و بدأت بتقطيع حبات الكوسة المسلوقة ...فاجتاح صمت المكان بكاء طفلها رامي ، فقالت له : أتيه يا بني انتظرني ... تركت كل شيء من يديها ، و راحت مسرعة إلى سريرة لتهدئة .. فلم تجد أحد .... فعادت عاصفة البكاء إليها ، و راحت تنوح و تهز سرير أبنها ، و تردد أغنيته مع أمطار عينيها ، مع رعد قلبها الجريح ، و بريق ألامها و آهاتها ....... يلا ينام ..... يلا ينام ......... لدبحلو طير .......... الحمام .... روحي يا حمامة ........... لا تخافي ........... عم اضحك على رامي ........... لينام ......... آآآآآآآآآآآآه يا ربي .. لا حول ولا قوة إلا بالله ....... بني ألقاك طير من طيور الجنة إن شاء الله ..