|
سيّانَ إنْ سلخوا وإن قطَعوا |
ما بعد كأسِ الموتِ مجترَعُ |
ما ضرَّ روحًا منه قد نُزعتْ |
تهديدُ جسمٍ هَدّه النزَعُ |
حسبُ الجلاوزِ ثَمَّ خيبتُهم |
أنْ لا مزيدَ على الردى يقعُ |
والروحُ فوق حلومِهم عرجتْ |
فاتركْ لهم جسدًا ليقتنعوا |
هذا المحيّا رائقٌ دعةً |
ومعوَّذُ الجلادِ ممتقعُ |
داسوا على الشلْوِ الممزقِ من |
غضبٍ وكم عادوا فما قنعوا |
ودّوا لوَ ان الجرحَ ملتئمٌ |
حتى يُعيدَ الجرحَ مقتطعُ |
يا جسمَك المصلوبَ كم ركلوا |
في جنبِه المخضوبِ..كم دفعوا |
يا وجهَك المألوفَ كم بصقوا |
في خدِّه المنزوفِ..كم صفعوا |
يا كفَّك الحناءَ كم فزعوا |
من ظفرِه العاري وكم قلعوا |
يا أنفَك المجدوعَ حين سما |
أنَفًا فقد أزرى بمن جدعوا |
ها أنت تشمخُ صاريًا علمًا |
سفلوا ووحدُك أنت ترتفعُ |
ها أنت تضحكُ للردى جذلاً |
وحيالَ وجهِك قاتلٌ فزِعُ |
يندى جبينُ الموتِ من بطلٍ |
فالموتُ قربَك صامتٌ خشِعُ |
يستلُّ منك الروحَ مرتعشًا |
لك هيبةٌ في نفسِه تقعُ |
رفعوك للذكرى غدًا نُصبًا |
أنى من الوجدانِ يُقتلَعُ |
قل لي بربِّك أيها الجِذَعُ: |
كم جثةً من قبلِه رفعوا؟ |
مئةً؟ألوفًا؟أم بلا عددٍ؟ |
وتطولُ قائمةٌ فما شبعوا |
حتى الردى قد ملَّ صنعتَه |
إذ فاقَ جهدَ الموتِ ما صنعوا |
حتى المقابرُ شِبهُ متخمةٍ |
هيهات للأسبوعِ تتسعُ |
حتى العدوُّ مطأطئٌ خجلاً |
ويكادُ يفلقُ صخرَه الدمُعُ |
فيمَ الأظافرُ تلك تُقتلَعُ؟ |
ولِمَ البراعمُ تلك تُقتطعُ؟ |
ما ذَنبُنا؟ ما ذنبُ صِبيتنا |
حتى يُقضَّ بياتَهم جزَعُ؟ |
كيف السباتُ وللمماتِ صدىً |
يعدو بليلٍ عمَّهُ الهلعُ |
أغضاضةً امْ فرطَ عاطفةٍ |
هتكوا الخدورَ فغضَّ مجتمَعُ |
والعابرون أمام ساريتي |
بُكمٌ ولا عينانِ تطّلعُ |
خُشبٌ مسندةٌ مبرمجةٌ |
تصحو على ذلٍّ وتضطجعُ |
صمتٌ يدقُّ شغافَ خاصرتي، |
إسفينُكم مثلُ الذي زرعوا |
ما عابَني صلبٌ وتعريةٌ |
عيبٌ لمن في عارِهم رتعوا |
أشرعتُ صدرًا عاريًا فبدتْ |
عوراتُهم تحتاطُها البُقعُ |
وعلى صليبي هامةٌ صرختْ |
هل ثَمَّ بين الصُّمِّ مستمِعُ؟! |
إن الذي أمسى لكم خوَلاً |
هو لي بفطرتِه غدًا تبَعُ. |