فَلَس
مؤرَّقٌ قد أجنّني الغَلَسُ رُبَّ خليٍّ أطاعَهُ النعَسُ محتفِلٌ بالهمومِ أُطعمُها ومُطعِمُ الهمِّ ناحلٌ تعِسُ وكم ضربتُ الحياةَ مجتلداً لكنّ جدَّ الشجاعِ منتكسُ شقيتُ بالسعيِ في مناكبِها وبؤتُ بالجيبِ مِلؤهُ فَلَسُ أُغالبُ الهمَّ ذا فيغلبُني آخرُ بين الغيوبِ يختلسُ في القلبِ منها صلاك متّقِدٌ وفي دجى الفكرِ شعَّ مقتبسُ كم برِمَ الدهرُ من مُدافعتي مثلَ طُفيليٍّ صدّهُ الحرسُ ردَّ الزمانُ الشحيحُ لقمتَه ومتخَمُ البطنِ زادُهُ كنَسُ أطلبُ في الحِلِّ منه طيّبَها جهدي وغيري حلالُهُ النجَسُ ساومتُ دهري على مبيعِ صِباً فابتاعه مني بائعٌ مكِسُ ولّى شبابي وراءَ خُلّبِهِ وعاد لي صفراً ريعُهُ البخِسُ فلا تكدّنَّ جاهداً أبداً فما اغتنى بالكداءِ مبتئسُ والرزقُ غيبٌ ومثلُه أجلٌ وشى بثانيهِ أولٌ نحِسُ.