|
الأسى شعور قلبي و يكون باطنيا وإن بدت معالمه على المظهر وليس له صوت في كلّ الأحوال، لكنّ الشاعر سمير العمري جعل للأسى يعوي من هول الفاجعة و كالذئب في الشعور بالوحدة في مصابه !؟ |
2- وَكَيفَ يَا عِيدُ تُهْدِي ثَوْبَ مُبْتَهِجٍ |
يتساءل الشاعر هنا كيف ليوم العيد أن يهدي بهجة وسرورا وقد سبقتها أيام حزينة لا يسلو القلب بعدها. |
3- مَا زِلْتَ تَدْفَعُ فِي كَفَيكَ أُمْنِيَتِي |
4- وَجِئْتَ تَسْفَعُ أَحْلامِي بِنَاصِيَتِي |
وَتَقْلَعُ العَينَ مِنْ دَمْعِي فَيَنْسَاحُ |
يؤكد الشاعر نفس المعنى السابق ويزيد بأنّ الناس قد علموا من تقاسيم وجهه أن العيد لن ينسيه فاجعته فذلك واضح عليه. |
ضباح: صوت القوس أو صهيل الخيل |
وهذا من قول الله تعالى في سورة العاديات: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا } |
سفع: قبض وجذب بشّدة |
وهذا من قول الله تعالى في سورة إقرأ: { كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ } |
5- وَسُقْتَ أَجْمَلَ أَيَّامِي لِمَنْ جَحَدُوا |
6- كَأّنَّ يُوسُفَ لَمْ يَرْأَفْ بِإِخْوَتِهِ |
وَلَمْ يَنُحْ مِنْ أَسَاهُمْ قَبْلَّمَا نَاحُوا |
7- تَكَادُ تَخْنُقُنِي الذِّكْرَى التِي ارْتَجَفَتْ |
لا البَالُ يَسْلُو وَلا البَلبَالُ يَنْزَاحُ |
8- كَأَنَّ فِي المَوْتِ مِنْدِيلٌ وَفِي رِئَتِي |
نَقْعُ الأَنِينِ وَفِي الأَنْفَاسِ جَرَّاحُ |
9- وَالسَّعْدُ يَا عِيدُ تَرْوِيحٌ لِأًفْئِدَةٍ |
فَكَيفَ يَأتِي وَحُزْنُ القَلْبِ ذَبَّاحُ |
10 أَزْلَفْتُ بَهْجَةَ مِشْكَاتِي إِلَى نَدَمٍ |
أَنْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الفَضْلَ مِصْبَاحُ |
11- لَمْ أَعْلَمِ الحُبَّ يُؤْذِي كُلَّ مَنْ مَحَضُوا |
وَأَيْكَةَ الهَدْءِ تُؤْوِي أَضْبُعًا صَاحُوا |
12- وَهَا جَرَعْتُ مِن الخِذْلانِ مَا سَكَبُوا |
وَبِتُّ أَخْشَى الرَّزَايَا كُلَّمَا لاحُوا |
13- مَا ارْتَدَّ قَلْبِي وَلَكِنْ شَفَّهُ شَجَنٌ |
فَبُلْبُلُ النَّبْضِ فِي الحَالَينِ نَوَّاحُ |
الأبيات كلّها في المعنى السابق، ويضيف الشاعر على لوعة فقدان الحبيب، غدر الأصحاب، وتقلّب الزمان وسوء الأحوال حتى بات يخشى منهم. فقلب الشاعر دائم النواح وحيث ما ولّى وجهه لا شيء يخفف عنه آلامه ويعزّيه. |
14- حَيرَانَ لا تَأْلَفُ الأفْنَان غُرْبَتهُ |
فكأن مصابه وغدر الأصحاب لا يكفي زادت الغربة ألما و حزنا على أحزانه وإن كان لا يبديها بعكس الفاجعة والغدر وسوء الأحوال و ربّما لآن الشاعر اختار الغربة ولم يجبره عليها أحد ولكنّها تعمل في نفسه مع ما سبق ذكره. |
|