وَتَلُفنِي أَيدِي الحَنين كَأنَّمَا أَفَضَى الحَبِيبُ إِلِى الفُؤادِ مُكلِّمَا حَتَّى ظَنَنتُ بَأَنَّهُ يَشتَاقُ لِي وَكَأَننَا جِئنَا الغَرامَ تَوَائِمَا فَأتيتُ أَشكَو للحَبيبِ مَواجَعي لَمَّا مَضَى وَأَراقَ مِن عَينِي الدَّمَا فَإذَا بهِ قَد جَاءَ يُمسِكُ خَافِقِي مِثلَ الصَّغيرِ إِذَا تَعلَّقَ بِالدُّمَى مَا كَفَّ عَنْ طَرقِ الجِرَاحَ لَعَلَّهُ يُلْقِي فُؤَادِي مِن يِدِيهِ مُحَطَّمَا كَم قُلتُ يَا حبًا تَزَايدَ فِي دَمِي إِنِّي أَتَيتُ إِلَى غَرَامِكَ مُرْغَمَا مَا كَانَ هَذَا الحُبّ سَلوَةَ خَاطِري بَلْ كَانَ حُبّكَ فِي الوُجُودِ مُحَتَّمَا إِنَّي أُحِبكَ يَا حَنِينًا جَاءَنِي حَتَّى يِقيم عَلَى حَيَاتِي المَأتمَا هَا أَنتَ فِي هَذَا المَسَاء تَزُورُنِي كَيْ تَرتَقِي صَدرَ المُتيم سُلّمَا أَقسَمتُ أَنْ آتِي بِحقِّكَ فِي الهَوَى أُلقِي حَنَينَ مَوَاجِعِي مُتَرَنِّمَا أَوَ يَنقضِي عَهدِي إِلَيكَ كَأنَّهُ أَضَحى الفُؤادُ إِلَى يَديكَ مُسَلَّمَا مَا صاَحَ مِنْ أَلَمٍ تَوَسَّدَ نَبضهُ وَغَدَا يُحِيكُ ظَلامَ هَجرِكَ أَنْجُمَا هَذَا وَفَائِي للحَبَيبِ وَمَا أَنَا ذَاكَ الذِي يِشْكُو الحَبَيبَ تَظَلَّمَا سَيَظَلَّ ذِكرُكَ عَاطرًا فِي مُهجَتِي مِثلَ الغَمَام إِذَا تَصَاعَدَ للسَّمَا فَلَعَلَّ قَطرَكَ إِنْ أَصَابَ مَوَاجِعِي يسقِي ضُلُوعًا كَادَ يُبليهَا الظَمَا إِنِّي أَبَحتُكَ مِنْ وِصَالِ مَشَاعِرِي وَجَعلتُ مِنْ ذِكْرَى وِصَالِكَ مَغْنَمَا تَاللهِ إِنَّي لَنْ أَكُفَّ عَنِ الهَوَى حَتَّى أَمُوت مِنَ الصَّبَابةِ مُغْرَمَا