فتاة الأساطير..!
=
" عاد إلى مصر؛ فكأنما كان على موعد مع فتاة من بنات الأساطير، وأسطورة من أساطير الحُسن "
=
من الوادي القصيّ يلوح فجْرُ ومن رُوحِ الرؤى ينداحُ سرُّ ومن بحر الأساطير العوالي تفجر في عيون الكون بحرُ كحلم ناضر يأتي ويمضي بشوق قد طواه الدهرَ صدرُ تشكل في خيالي من بعيد جمالا رائعا يخفيه سِترُ تبدت من مراعي الحسْنِ حقلا ليمرح عشبها ويهيمَ سِدْرُ فمن قلب البساتين الزواهي ومن خضر الربى ينشق زهرُ فتاة من أحاديث التجلي تجلت يحضن الأشواقَ سحرُ وتحمل جرة العسل المصفى وترفلُ كي يطيب اليومَ عُمرُ لتحيي فيه أشواقا كبارا فتصحو إذ يغرد فيه طيرُ ويسطع في شغاف القلب نور حواه بالجمال الفذِّ.. بدرُ بهالات لها في الأرض ومض يفيض صفاؤه ويهل طهرُ وشَعر مثل موج الليل يزهو تراقص فيه بين العطر.. عطرُ بقطر من ندى عنب شهي يطير مع النسائم، فهو حُرُّ يداعب أغصن النخل العوالي ويمرح في صباه : ضحى وعصرُ وعينين التقى بهما بريقٌ وزيتونٌ وفيروزٌ وتمْرُ مزيجا يخلب الألباب سحرا بخمر لا تطول مداه خمرُ وفي حَجَريْهما الأحلام تحبو وفي بحريهما يزدان درُّ وثغر في لماه العذب يحيا أهازيج وأسرار وشعرُ ووجه مقمر القسمات يزهو ليمنح عاشقيــه مـا يـسُـرُّ فكل ينتشـي ممَّــا يُرجِّي وكل عينُـهُ منـــهُ تقَرُّ فيرسمه المصوِّرُ في بهاء بألوان لها في الأفق قدرُ فيبهر كل هاتيك البرايا فيرنو الكون قد روّاهُ فخرُ وينسجه الأديبُ حروف حبٍّ فيسمو في السما شعر ونثرُ ويلحظه المفكر في انبهار يطاردُ سرَّه فيجلُّ فكرُ فمن قبساته العليا تراءت طيوفٌ ما لها في الكونِ حصرُ أراعيةَ القلوبِ رعاكِ ربي ويا بُشرى المروجِ حواكِ بشْرُ ويا بنت البحار سحرت قلبي كمثل عروس بحر إذ تمرُّ فما أبهاك نورا جاء يسري وتلك قلوبنا : بحْرٌ وبَرُّ فغوصي إن أردت بعمقِ عمقٍ وسيري في الربا فيسير نهرُ فإنك لي حياةٌ في حياتي وإنك لي هنا في مصرَ ..مصرُ!