|
كأنَّ الشِّعرَ في جازانَ حَلَّا |
توضأ بالمَجرَّةِ ثمَّ صلّى |
هنالك لاحَ لي قمرٌ منيرٌ |
بُلِيتُ بحسنِهِ, لولا اضمحلّا |
ظَنَنْتُ الشمس سيدة الغواني |
فَضَنَّتْ بالضِّياءِ فكُنْتُ ظِلَّا |
أبِيتُ على الدجى أقتادُ وجهي |
أُحَنِّطُ من أتى فيمَنْ تولَّى |
أليسَ الحبُّ نفثةَ عبقريٍ |
تُعيذُ البابليَ بما أغلّا؟! |
فما بالي فُتِنْتُ -الآنَ وحدي- |
فلم أُبْصِرْ سوى عِشتارَ خِلَّا؟ |
بوادٍ غيرَ ذي زرعٍ أنادي |
فأنتزعُ الصَّدى ممَّ اسْتَقَلَّا |
هنا برزتْ..,وهزَّتْ جِذْعَ قلبي |
وقالتْ هيتَ لكْ وحْيًا تَدلَّى ! |
فسَبّحْ باسم ربِّكَ يانديمي |
فأنتَ النُّورُ في الدنيا تَجلَّى |
لقَدْ سَكبَتْ بأضلاعي هواها |
فلم تبقي بهذا القلبِ غِلَّا |
هي الزَّمنُ المسافرُ في عيوني |
وكلُّ الراحلينَ ولستُ إلّا.. |
بأمرِ اللهِ يا بعضي أميطي |
لثامكِ إنَّني أهواكِ كُلَّا |
رؤاكِ تَتِمَّةُ الألواح عندي |
ومن عينيكِ برهاني أطلَّا |
وتلك سفينتي صُحفي,دواتي |
ومجدافي اليراعُ ولن أَضِلَّا |
فإنْ لم تأمني كيدَ العذارى |
فألقيني ببحرِكِ كي أُشَلَّا |
أنا رَبُّ القصيدةِ رغمَ أنفي |
لهم دينٌ ولي دينٌ أُجِلَّا |
سلي هاروتَ أو ماروتَ عنِّي |
عن السحرين أيهما أُحِلّا؟ |
إذا ما قلتُ أما بعد, خرُّوا |
على حرفي فكانَ لهم مُصلّى |
ستحْتَدمُ المنابرُ بالقوافي |
وأسبي منْ سلا أو مَنْ تَسلَّى |
هنا جازانُ, واحْتَلَمَتْ سَمَاءٌ |
فأنْجَبَتِ الرُّبى شِيحًا وفُلّا |
ولو ذيقتْ عسيلتها بِلَجْبٍ |
لما دَخَلَ الخَليجُ على المُكَلّا |
وفي فَيْفَا تَفَيَّئَتِ المعالي |
جبالٌ ترشفُ المطرَ المُحَلّى |
عِمي مَجْدًا بلادَ أبي وجدي |
فمثلكُ لن يُضامَ ولن يُذلَّا |