|
لَمَحَتْ لسانك بالسُّـكوت مُقَيَّدا |
يثغو ، وغيرَك بالقصائد أَنشدا |
ألقتْ إليك المُومِياءُ بظِلِّها |
حتى غدوْتَ بظِلِّها مُـتردِّدا |
ورأتْكَ ترفُلُ في نعيمِك ، لم يَثُرْ |
شِعْـرٌ لديْكَ – كما ظننتُ – ليُنْشَدا |
ورَمَتْ إليكَ عتابها ، فكأنها |
نارٌ ، وأنتَ تريدها أن تَخْمُدا |
فغدوتَ مِن لوم الحروف كشاعرٍ |
أخذ اليراعَ بكفِّه فتَجَمَّدا |
● ● |
عُذْرًا رسولَ اللهِ ، حبُّك صارخٌ |
يحتلُّ أوردتي ، ويَعصِرني أسى |
إذ لم أُقدِّمْ في مَحَبَّتِكمْ يَدا |
ما كان عُذريَ أنَّ شمسَ مَحبَّـتي |
غرُبتْ ، ونورَك في الفؤاد تَبَدَّدا |
كلاّ ، فشمسُك في ضميريَ لم تَزَلْ |
نورًا لعيْنِ الكونِ إنْ هو أَرْمَدا |
● ● |
يا زهرةَ التاريخ عِطْرُكَ نارُهُمْ |
ما كان في يُمْنى يديكَ لهم سوى |
طوقِ النَّعيم لِمَنْ أجابك للهُدى |
تُبدي لهم إن صدَّقوكَ مودَّةً |
بالبِشْرِ تَعْبُقُ والبشاشةِ والنَّدى |
لكنَّهم لمَّا رأوكَ مُـتَوَّجًا |
بالعزِّ صاروا في عدائك خُـلَّدا |
أنيابُهم – والذِّئبُ يقبُع خلفها - |
ترجو – لتَرتَعَ في دمائك - مَوْعِدا |
يتسابقون وقد تأجَّجَ حقدُهم |
نارًا تُذيبُ بنارها مَن أوقدا |
يتسابقون وهمُّهم أن يزرعوا |
فيك السيوفَ ، ويُسْـلِموكَ إلى المُدى |
● ● |
عُذرًا رسولَ اللهِ ، مَقصديَ العُلا |
إن كان شِعريَ قد أتاك مُناصِرًا |
فلقد حَمَـلتُ من القصيد مُهَنَّدا |
ألقى به من قام يجعل فَنَّه |
للحقدِ نبعاً والضَّغينةِ مَوْرِدا |
حُرِّيَّةٌ ؟ ما بالُه لمَّا رأى |
تمثالَ أحقادٍ أتاه ليَعبُدا ؟ |
عَبَدَ الهوى لمّا هوى برسومه |
وبنى له بين المآذن مَعْبَدا |
● ● |
عُذرًا رسولَ اللهِ ، جال بخاطري |
وظننتُ أنّي إن جعلتُ قصيدتي |
تسمو بذِكْرِكَ قد أحوز السُّؤْددا |
لكنَّني لمّا سعيتُ لمِزْبَري |
ولدفتري أتلو المَديحَ تَنَهَّدا |
فَزَّا إليَّ كأنما بِهما هوى |
أحياهما بعد الممات ، وأنشدا : |
مَنْ كان يطمحُ للنَّعيم وسحرِه |
وبه طموحٌ أن يفوزَ ويَخْـلُدا |
فليتَّخِذْ من روحِه درعاً لمَنْ |
تسمو به الأرواحُ إن جُعِـلَتْ فِدا |
● ● |
عُذرًا رسولَ اللهِ إن قَصُرَتْ يدي |
لا عُذرَ إلا أنَّ حبَّك - سيِّدي - |
يجري بقلبي سيلُه طولَ المَدى |
وبأنني قد جئتُ رغمَ تَأَخُّري |
بالشِّعرِ أُنْشِدُ : قد نَصَرْتُ مُحَـمَّدا |